Pokok Yang Tumbuh di Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genre-genre
وخفت حدة موجات الألم بعد فترة، وطالت المدة بين كل موجة وأخرى، وبدأت فرانسي تفكر، لقد أصبحت الآن تتلقى العبرة من جوانا، ولكنها ليست العبرة التي عنتها أمها.
وتذكرت جوانا تمر ببيتها أحيانا كثيرة وهي عائدة من المكتبة إلى بيتها ليلا، وتراها هي والصبي واقفين متلازمين في الممر الضيق، وترى الصبي وهو يربت في حنان شعر جوانا الجميل، وترى كيف ترفع جوانا يدها لتلمس خده، ويبدو وجه جوانا هادئا حالما في ضوء مصباح الشارع، هل صحيح أن العار والطفل خرجا من تلك البداية؟ لماذا؟ لماذا؟ إن البداية كانت تبدو غاية في الحنان والصواب، فلماذا إذن ...؟
وفرانسي تعلم أن إحدى النساء اللائي قذفنها بالحجارة أنجبت طفلا بعد ثلاثة أشهر فحسب من زواجها، وكانت عندئذ طفلة ضمن الأطفال الواقفين عند منعطف الشارع، يرقبون الجمع وهم خارجون إلى الكنيسة، ورأت بروز الحمل من تحت الخمار العذري للعروس، وهي تخطو إلى العربة المستأجرة، رأت يد الأب، وهي تمسك العريس وتشد أزره، وكان العريس حزينا كل الحزن، تظهر الهالات السوداء تحت عينيه.
ولم يكن لجوانا أب ولا رجال من ذوي القربى، لم يكن هناك أحد ليمسك بيد رجلها في الطريق إلى الهيكل ويشد أزره، وقررت فرانسي أن ذلك هو جريمة جوانا؛ ليس لأنها فتاة سيئة الخلق؛ ولكن لأنها لم تكن من الذكاء وسعة الحيلة بحيث تأخذ رجلها إلى الكنيسة.
ولم تجد فرانسي طريقا إلى معرفة القصة بأكملها، وكان رجل جوانا في الواقع يحبها ويريد الزواج منها، بعد أن أصابته المشاكل كما يقول الناس، وله أسرة تتألف من أم وثلاث أخوات، وأخبرهن أنه يريد الزواج بجوانا فاقتلعوا الفكرة من رأسه، وقلن له لا تكن أبله فهي ليست فتاة طاهرة الذيل، وأسرتها كلها ليست طاهرة الذيل، ثم كيف تعلم أنك أنت أبو الطفل، إنها ما دامت قد استسلمت لك، فقد استسلمت للآخرين، إن كيد النساء عظيم، ونحن نعلم ذلك؛ فإننا نساء. إنك رجل طيب رحيم القلب؛ ولذلك تصدق كلمتها لك بأن طفلها منك، إنها تكذب، لا تنخدع يا بني، لا تنخدع أيها الأخ، إذا كان لا بد لك أن تتزوج، فتزوج فتاة طاهرة لا تستسلم لك إلا بعد أن يعقد زواجكما القسيس، وإذا تزوجت هذه الفتاة فلن تكون ابني، ولن تكون أخانا، فهيهات أن تتأكد أن هذا الطفل من صلبك، وسوف يشغل بالك، وأنت تمارس عملك وتتحير من هو الرجل الذي يتسلل إلى فراشك بجانبها بعد أن تغادرها في الصباح، أوه! أجل، يا بني، يا أخانا، إن ذلك ما تفعله النساء، إننا نعلم؛ فنحن نساء نعرف كيف يفعلن ما يفعلن، إن كيدهن عظيم.
واستسلم الفتى لمنطقهن حتى اقتنع وأعطته النساء من أهله المال، وحصل على عمل ومسكن في جيرسي، ولم يخبرن جوانا أين هو، فلم تره مرة أخرى، ولم تتزوج جوانا وأنجبت الطفل.
وكانت موجات الألم العاصفة بفرانسي قد توقفت أو كادت، حين اكتشفت لهولها أن ضرا قد ألم بها، وضغطت بيدها على قلبها تحاول أن تمس حافته البارزة من تحت لحمها، وكانت قد سمعت أباها يغني أغاني كثيرة عن القلب، القلب الذي ينفطر، والقلب الذي يتوجع، والقلب الذي يرقص، والقلب المثقل بالهموم، والقلب الذي يقفز فرحا، والقلب المليء بالأسف، والقلب الذي يتحول، والقلب الذي يقيم على العهد، وآمنت حقا أن القلب يفعل هذه الأشياء، وشعرت بالفزع حين فكرت أن قلبها قد تحطم بين ضلوعها حزنا على طفل جوانا، وأن الدم قد أخذ الآن يفيض من قلبها وينساب من جسدها.
وصعدت السلم إلى الشقة ونظرت في المرآة، ورأت هالات سوداء تحت عينيها وشعرت بصداع شديد، ورقدت على أريكة قديمة من الجلد في المطبخ، وانتظرت حتى تعود أمها إلى البيت.
وأخبرت أمها بما حدث لها في مخزن المؤن، ولم تذكر شيئا عن جوانا، وتنهدت كاتي وقالت: أهكذا سريعا؟ إنك بلغت الثالثة عشرة فحسب، إنني لم أكن أحسب أنها ستوافيك قبل سنة أخرى، لقد وافتني وأنا في الخامسة عشرة. - إذن ... إذن ... إن كل ما حدث شيء طبيعي؟ - إنه شيء طبيعي يدرك كل النساء. - إنني لست امرأة؟ - إنه يعني أنك تغيرت من فتاة إلى امرأة. - هل تظنين أنها ستنقطع؟ - بعد أيام قلائل، ولكنها ستعاودك بعد شهر. - وإلى متى تستمر معي؟ - إلى وقت طويل حتى تبلغي الأربعين، بل الخمسين.
وتفكرت قليلا ثم قالت: كانت أمي في الخمسين من عمرها حين ولدتني! - أوه! هل لها علاقة بإنجاب الأطفال؟ - نعم، تذكري دائما أن تكوني فتاة طاهرة، فإنك تستطيعين الآن إنجاب طفل.
Halaman tidak diketahui