Pokok Yang Tumbuh di Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genre-genre
ووضعت فرانسي ونيلي النفايات التي جمعاها كلها في حقيبة مصنوعة من القنب (الخيش)، وأمسك كل منهما بطرف فيها، وجراها في الطريق، صاعدين شارع مانهاتان، مارين بشوارع موجير، وتن آيك، وستاج، حتى يبلغا شارع سكولز، ويا لها من أسماء جميلة لشوارع قبيحة، وكانت جموع من المساكين الصغار لابسي الأسمال تبرز من كل شارع جانبي لتنضم إلى هذا الحشد الرئيسي، وفي طريقهم إلى محل كارني، كانوا يقابلون الصبية الآخرين العائدين بأيديهم فارغة، بعد أن باعوا نفاياتهم وبعثروا ما أخذوه من بنسات، وعادوا يسيرون في خيلاء، ويهزءون بالصبية الآخرين صائحين: لمام الخرق، لمام الخرق!
واحمر وجه فرانسي حين سمعت هذا النداء، ولم يخفف عنها ما تعلمه من أن هؤلاء الساخرين هم من لمامي الخرق أيضا، أو أن أخاها سوف يعود هائما على وجهه خالي اليدين من عصبته، ويسخرون بالطريقة نفسها من الصبية الذاهبين بعدهم. أجل لقد أحست فرانسي بالعار.
وكان كارني يمارس حرفة جمع النفايات وبيعها في حظيرة آيلة للسقوط، ورأت فرانسي وهي تلف من المنعطف أن بابي الحظيرة قد فتحا على مصراعيهما لاستقبال الوافدين، وخيل إليها أن قرص الميزان يغمز لها مرحبا، ورأت كارني يتصدر الميزان بشعره المغبر، وشاربه المصوف، وعينيه المتآكلتين بالصدأ، وكان كارني يفضل البنات على الصبيان، ويعطي البنات بنسا إضافيا إذا لم تجفل حين يقرص خدها.
وخطا نيلي منتحيا ليفسح لها صدر المكان، انتظارا لما قد تناله فرانسي من منحة، وتركها تجر الحقيبة إلى داخل الحظيرة، وقفز كارني إلى الأمام وقلب الحقيبة وأفرغها على الأرض، ثم نال قرصة أولى من خدها، وبينما كان كارني يكوم النفايات على الميزان، رمشت فرانسي بجفنيها لتعود عينيها الظلام الجاثم على الحظيرة، وتنبهت إلى الجو المعتق، ونفذت إلى أنفها رائحة الخرق المبللة. وصوب كارني نظرة إليها وقال كلمتين هما القيمة التي يشتري بها البضاعة، وكانت فرانسي تعلم أن المساومة ممنوعة، فأطرقت برأسها موافقة. وركل كارني النفايات بعنف، وترك فرانسي تنتظر وهو يكوم الورق في ركن ويرمي الخرق في آخر ، ويصنف المعادن، وفي هذه اللحظة فقط وضع يديه في جيب سرواله، وجذب كيسا قديما من الجلد ربط بخيط مشمع، وعد بعض البنسات القديمة الصدئة التي تشبه النفايات أيضا، وصوب كارني إليها نظرة عفنة باهتة وهي تهمس قائلة: أشكرك.
وقرص خدها بشدة، وملكت فرانسي زمام نفسها، فابتسم كارني وأعطاها بنسا آخر، ثم تغير حاله وأصبح نشطا صاخبا.
ونادى من يليها في الصف، وكان صبيا، قائلا: تعال، أخرج الرصاص.
وضحك ضحكة في أوانها وقال: ولست أريد نفايات.
وضحك الأطفال في إذعان ورن ضحكهم كغثاء حملان صغيرة ضالة، لكن كارني كان يبدو عليه الرضا.
وخرجت فرانسي وقالت لأخيها: لقد أعطاني ستة عشر، وبنسا على القرصة.
ورد أخوها وفقا لاتفاق قديم بينهما: ذلك البنس لك.
Halaman tidak diketahui