Terkenalnya Wanita di Dunia Islam
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genre-genre
إن الفتح العثماني والحملة الفرنسوية التي أعقبته بعد قرنين تقريبا قد جرد كل منهما مصرنا الأسيفة من كنوزها العلمية التي لا تقوم بثمن، ثم تلاهما دور الأوروبيين والأمريكيين فاستنزفوا ولا يزالون يستنزفون إلى أوطانهم - وحكومتنا لاهية - معظم ما قد بقي مختفيا أو متخلفا بوطننا من تلك الثروة العقلية الأهلية، ليس في قوانيننا ما يحول دون استمرار هذا التيار الجارف، لقد حان والله الوقت لإيقافه بأن ينتهي الأمر بدولتنا المصرية - ولو بعد خراب البصرة - لحماية الثمالة الضئيلة التي قد تبرز من مكامنها حينا فحينا، كما فعلت بطائر الأيبيس (أبو قردان) على الأقل، لقد حان والله الوقت لقيام حكومتنا الأهلية بما يلزم من وسائل التشجيع لحفظ الحثالة المصرية لمصر كما تعمل حكومات القوم في أوروبا للاحتفاظ بالزائد والفائض. لقد حان الوقت والله لأن تستمع حكومتنا الوطنية لمن يناديها فتحتذي مثال فرنسا وإنجلترة وبلجيكا وإيطاليا في إصدار تشريع خاص بهذا المعنى يمتنع معه أو يتعذر خروج هذه الكنوز إلى ما وراء البحار، هل من سميع؟ أم هل تذهب هذه الصرخة بلا صدى في الوادي، ويصح عليها قول المعري: ولكن لا حياة لمن تنادي؟
صاحب السمو الملكي الأمير عمر طوسون.
صحيح أنه قد فات الأوان ولكني أتمثل بقول الفرنسيين الذي معناه: إن «الإمهال خير من الإهمال»، فلعل حكومتنا الأهلية تنتهي فتبتدي في أن تقتدي بما فعله الأمجاد من نسل إبراهيم البطل الوطني الذين عادوا لجمع الكتب القيمة ثم لم يكتفوا بذلك، بل هؤلاء نحن نراهم تدرعوا بالعلم وأصبحوا لا يتهيبون منازلة الأقران في ميدان العرفان، وها بعضهم يعرضون بضاعتهم ورشحات أقلامهم وعصير عقولهم على رءوس الأشهاد دون أن يقعد بهم خوف التباحث والانتقاد، وأمامنا المثل الباهر في هذه الحفلة الزهراء، هذا المثل يذكرنا بما رأيناه في ساحة الجمعية الجغرافية الخديوية منذ عشر سنوات؛ فقد قام فيها الأمير إبراهيم حسن فألقى بالإنكليزية والفرنسية خطبة ممتعة جامعة عن رحلته في جزيرة سرنديب (وأخشى أن أقول سيلان في الظروف الحاضرة).
صاحب العظمة السلطان حسين الأول.
واذكر عمه ولا تنسه: فلقد أقام الأمير إبراهيم حلمي أكبر وأفخر أثر لمصر والسودان، ذينك التوءمين اللذين لا يفترقان ولا ينفصلان، بل تلك الوحدة هي كما يقال في عرف القضاء «وولاة لا تتجزأ»؛ إذ أتحف العلم بكتابه الوافي بذكر جميع المؤلفات التي تكلمت بكل لغات الأرض عن وادي النيل من منبعه إلى مصبه، وهذا القاموس يقع في جزأين ضخمين باللغة الإنكليزية.
صاحب السمو الأمير الجليل محمد علي.
وأين الجنس اللطيف؟ أليس له أثر جميل في هذا المعترك الذي تدور عليه حياة الأمم الناهضة؟ إن الأميرات المصريات يشاركن إخوانهن في هذه النهضة الشريفة التي ترمي إلى تجديد الحياة العلمية في مصر العزيزة على كل من الصنفين، يحلو لي، ورب البيت، أن أعطر هذا النادي بذكرى الاسم المحبوب لدى جميع القلوب، الذي له في كل النفوس مهابة ووقار، لقد أسميت بهذا الوصف سيدتي الأميرة «قدرية حسين، مد الله في حياتها»: فقد جادت قريحتها الوقادة وانبعثت نفسها الممتلئة حنانا على الشرق وأهله بكثير من المصنفات، وكلها - والحق يقال - آية في بابها، يعرف ذلك ويشهد بصحته الكثيرون الذين قرءوا ما دبجه يراعها بالتركية والفرنسية، ولقد كان لقراء العربية نصيب من التمتع بهذا السحر الحلال؛ فقد ظهر في عالم المطبوعات ترجمة بعض الشيء من هذه الآثار على يد صديقي وزميلنا الأستاذ الشيخ مصطفى عبد الرازق وعلى يد تلميذي النجيب عبد العزيز الخانجي أفندي.
صاحب السمو الملكي الأمير يوسف كمال الدين.
هذا، ولست أراني مفتئتا على ما امتاز به من التواضع رجلان من رجالات مصر المعدودين قد شرفا هذه الحفلة الجامعة. إن الأمير الكبير محمد علي قد أتحف الآداب العربية بأربعة من مؤلفاته التي ضمنها أسفاره في مشارق الأرض ومغاربها، كتبها بقلم لا تستهويه أساليب التصنع والصناعة، بل جعلها كمرآة صادقة لما دار في خلده وتملك نفسه وطرق وجدانه، فجاءت تناجي القارئ بغير واسطة وتجعله شريك الأمير الكاتب في حله وترحاله كأننا نشهد معه ما وقع عليه نظره ونتأثر بنفس ما تأثر به لبه، وفي خلال ذلك روحه تشاطر روحنا في كل سطر مما خطه يراعه، ذلك لعمري لأنه يكتب عن الشعور الذاتي والإحساس الشخصي وليس بناقل ولا بمترجم عن غيره؛ لأن ذلك الغير يكون أكثر علما وأبعد نظرا، ولكن له نفسانية وله مزاج يخالفان ما عليه القارئ الذي يخاطبه ممن كان صنوه في اللغة والوطن والمشاعر والعواطف. ولقد طبع الأمير رحلاته طبعا ملوكيا ووزعها بسخاء على أصدقائه والمعجبين به، وهم - والحمد لله - كثيرون، وها هو قد ناب بقلمه السيال وقلبه الفياض عن سميه الأفخم وجده الأفخر.
تلك الخطة الحميدة قد سلك سبيلها القويم الأمير الجليل صاحب الأيادي البيض على الفنون الجميلة العربية ونصيرها الأكبر في مصر؛ فقد تولى الأمير يوسف كمال طبع ما خطه يراعه بالعربية أيضا عن حوادث رحلته في كتاب لم يسعدني الحظ بالاطلاع عليه، ولكنه ابتدع طريقة جديدة جميلة في إسداء الإحسان إلى المحاويج من قومه، فأهدى الأربعمائة نسخة كلها إلى ملجأ الحرية، ذلك المعهد الخيري النابت الذي لم نصل رحمه نحن معاشر المصريين، مما يضمن له القيام بالمهمة الإنسانية التي أخذها على عاتقه لإيواء نفر من بني وطننا قد مسهم الضر وساورتهم البأساء، وسيبيع الملجأ هذه النسخ وينتفع بثمنها كله لتخفيف بعض الآلام عن الإنسانية المعذبة، وحينئذ يتاح للجمهور أن يعرف مزايا الأمير الكاتب بعد أن سمع بمهارته في مصايده الملوكية، وبعد أن استظهر فضائله الجمة على الفنون.
Halaman tidak diketahui