ثقلت جفونه، وقال جادا: وردة لم تعد تقوم بواجباتها. - أعليها واجب غير الرقص؟ - سيدي، أنت لم تشرف كابري تلك الليلة لترقص أو لتشاهد الرقص. - وإذن؟ - قلت أشكو إلى الرجل الكبير.
فقطب عمر ولم ينبس، فقال الرجل: الشغل شغل يا عزيزي الكبير، وأنا أحب ...
فقاطعه ببرود: افعل ما تراه في صالحك يا مسيو يازبك. - إني أتحاشى إغضابك. - لكني أنتحل لك العذر مقدما.
فأحنى الرجل رأسه ممتنا، وقال: وأعدك منذ الآن أن أعيدها إلى العمل إذا استغنيت عنها مستقبلا. - لن يجيء هذا اليوم يا مسيو يازبك. - أصدق تمنيات السعادة يا شيري.
وهم بالقيام، ولكنه استمهله بدافع عبثي مما يلم به دون تمهيد، وسأله: خبرني يا مسيو يازبك، ماذا تعني لك الحياة؟
رفع الرجل حاجبيه الخفيفين دهشة، ولما قرأ الجد في وجه صاحبه قال : الحياة هي الحياة. - أأنت سعيد؟ - الحمد لله، أحيانا يصاب الموسم بالركود، أو يصيب الملهى غرام مفاجئ كغرام وردة، ولكن القافلة تسير. - لكنك تعيش حياتك، ثم يأخذها الله؟ - هذا مفهوم طبعا، ولكن بيتي جميل، والمدام عال، ولي ابن وحيد يتعلم الكيمياء في سويسرا، وسيعيش هناك.
وهو يبتسم: هل تؤمن بالله؟
فأجاب الرجل بدهشة: طبعا، يا له من تحقيق طريف! - إذن فقل لي: ما هو الله؟
ضحك الرجل عاليا، وأزالت الأسئلة الغريبة الكلفة، فسأل برجاء: هل يطول غرامك بوردة؟ - طبعا. - ألا يمكن ...
فقاطعه قائلا: أعدك إذا أخبرتني ما هو الله أن أتركها لك في الحال.
Halaman tidak diketahui