Syaza Fayyah
الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح
Editor
صلاح فتحي هلل
Penerbit
مكتبة الرشد
Edisi
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ ١٩٩٨م
وقد استحب للمملي أن يجمع في إملائه بين الرواية عن جماعة من شيوخه مقدما للأعلى إسنادا أو الأولى من وجه آخر ويملي عن كل شيخ منهم حديثا واحدا ويختار ما علا سنده وقصر متنه فإنه أحسن وأليق وينتقي ما يمليه١ ويتحرى المستفاد منه وينبه على ما فيه من فائدة وعلو وفضيلة ويتجنب ما لا تحتمله عقول الحاضرين وما يخشى فيه من دخول الوهم عليهم في فهمه.
وكان من عادة غير واحد من المذكورين ختم الإملاء بشئ من الحكايات والنوادر والإنشادات بأسانيدها وذلك حسن٢.
وإذا قصر المحدث عن تخريج ما يمليه فاستعان ببعض حفاظ وقته فخرج له فلا بأس بذلك قال: الخطيب كان جماعة من شيوخنا يفعلون ذلك.
وإذا نجز٣ الإملاء فلا غنى عن مقابلته وإتقانه وإصلاح ما فسد منه بزيغ القلم وطغيانه.
هذه عيون من آداب المحدث اجتزأنا بها معرضين عن التطويل بما ليس من مهماتها أو هو ظاهر ليس من مشتبهاتها٤. انتهى.
قوله فليقدم تصحيح النية وإخلاصها أي للحديث الصحيح "إنما الأعمال بالنيات".
وقال سفيان الثوري قلت لحبيب بن أبي ثابت حدثنا قال: حتى تجئ النية وقيل لأبي الأحوص سلام بن سليم حدثنا فقال ليست لي نية فقالوا له إنك تؤجر فقال٥:
تمنوني الخير الكثير وليتني ... نجوت كفافا لا علي ولا ليا
١ من ش وع، وفي خط: "يمكنه".
٢ ورأيت ابن الصلاح ﵀ بفعله في "أماليه" "الجزء الثالث – المخطوطة الزهرية"، وسبقه إلي ذلك جماعة منهم: "أبو موسي المديني" في كتابه: "الطائف المعارف" المخطوطة الظاهرية.
٣ في حاشية خط: "نجز بكسر الجيم بمعني انقضي وأ/ابالفتح كما تقول العامة فمعناه حضر وليس هذا موضعه" وهذه حاشية ابن الصلاح ﵀ راجع: حاشية "المقدمة" وستأتي الإشارة إلي ذلك إ، شاء الله تعالي.
٤ من ش وع، وفي خط: "مستبهماتها".
٥ من "الجامع" للخطيب "١/٣١٦"، ول و"التدريب" "٢/١٢٧"، وليست في خط.
1 / 391