Shadd Izar
شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار
Genre-genre
كان سلطانا عالما فاضلا كاملا صادق النية* طاهر العقيدة سنى المذهب معترفا بالجرائم متحرجا عن المآثم «2» مفوضا امره الى الله المتعال متوكلا عليه فى جميع الأحوال ملك بلاد فارس وكرمان واصبهان والأهواز والجبال والسواحل وانقاد له ملوك الأطراف ودخل بلاد آذربيجان «3» فأخذه ها عنوة ووضع فيها السرير ونال فى سعة الملك وبسطة الاقتدار واحتشاد الجنود وامتداد الحكم ونفاذ الأمر ما لم يدركه احد من سلاطين عهده ملك نيفا وعشرين «4» سنة وربى العلماء احسن تربية واعتنى بشأنهم كل عناية فعمر فى عهده المدارس وغمر بفضله المجالس فأحيا «5» معالم العربية احياء جسيما «6» ونال الكتب الأدبية فى زمانه رونقا عظيما (ورق 180) وكان يحضر مجالس العلماء بلا تجشم ويقضى حوائج الفقراء بلا تبرم لم يخل مجلسه قط عن عالم اديب وفاضل اريب* ليلا ونهارا وسفرا وحضرا «7» ولم انس رواء طلعته وبهاء جماله وابهته وحسن تلفته واصغائه الى اثناء التذكير ومذاكرة «1» ما يجرى من لطائف البيان ونكات التفسير وانعاماته المتواترة التى [كانت] تأتينى بلا كلفة طلب واحساناته المتظاهرة التى [كانت] تنتابنى بلا نصب «2» وتعب، وللعلماء كتب كثيرة فى اقسام العلوم قد وشحوها باسمه العالى فأخذوا عليها الجوائز والخلع الفاخرة على التوالي، وله سؤالات موجهة وايرادات مسلمة واجوبة شافية وادلة قوية كافية وآثار خيراته تكون باقية الى انقضاء الدهور (*) وانوار كرامته لا تنطفى بمرور الأعوام والشهور «3»، وله رسالة عربية بليغة فى فضيلة العلم وشرف العلماء «4» قد شرحها الأفاضل والأذكياء، كوشف بموته قبل ذاك بأيام فأخذ يجهز نفسه عن محض الاستسلام ووصى بوصايا جامعة وسلم لقضاء الله تعالى فى تلك الواقعة وامران يدفن فى جوار الشيخ قطب الدين محمد «5» تبركا بصحبته وتصديقا لوعده بمصاحبته فدفن هناك «6» فى شعبان سنة ست وثمانين وسبعمائة، ومن ديوانه المنظوم المشتمل على العربيات الغراء اللطيفة والفارسيات الزهراء الطريفة «1» هذان البيتان وقد امر بكتابتهما على باب رباطه الذى بناه لنفسه بمكة الشريفة:
Halaman 458