أحد أصدقاء سيرانو المخلصين، وكان ينصحه دائما بالهدوء والسكينة، وينعى عليه شدته وصرامته في أخلاقه وطباعه، وينصح له باتخاذ خطة في الحياة تناسب البيئة التي يعيش فيها، رحمة بنفسه، وإبقاء على راحته وسكونه، فلا يحفل بنصحه؛ لأن له رأيا في الحياة غير رأيه ومذهبا غير مذهبه، ولم يكن اختلافهما هذا في المشرب والخطة مانعا لهما من الصداقة والإخلاص، ووفاء كل منهما لصاحبه، حتى ما كانا يستطيعان الافتراق ساعة واحدة.
مونفلوري
أحد الممثلين في حانة بوروجونيا، وكان مشهورا بحسن إلقائه لرواية «كلوريز» تأليف الروائي الشهير «بارو»، وكان سيرانو يبغضه، ويستثقل حركاته التمثيلية، وينقم عليه إعجابه بنفسه على قبحه ودمامته، ويأخذ عليه كثرة ترديده نظره أثناء التمثيل في مخادع السيدات، يحاول افتتانهن واجتذاب قلوبهن، وقد رآه مرة ينظر إلى روكسان نظرة مريبة، فتعلل عليه ببعض العلل، وأمره أن ينقطع عن التمثيل شهرا كاملا، فحاول الامتناع عليه وعصيان أمره، فأنزله من المسرح بالقوة وطرده برغم دفاع الكثيرين من الأشراف والنبلاء عنه، وخاصة الكونت دي جيش.
راجنو
طباخ مشهور، يبيع في حانوته الكبير أفخر أنواع المطاعم، من شواء وفطائر وحلوى، وكان محبا للشعر والأدب والتمثيل، عطوفا على البؤساء من الشعراء والممثلين، وكان يستقبلهم في حانوته استقبالا حافلا، ويقدم لهم على حسابه ما يقترحون من طعام وشراب، وكان كل حظه منهم أن يجلس إليهم، ويسمع محاوراتهم الأدبية، ويلتقط ما يتناثر حولهم من مسودات أشعارهم وفصولهم، ويسمعهم ما ينظمه من الشعر الضعيف التافه، فيتظاهرون باستحسانه والإعجاب به، إبقاء على مودته، حتى أدركته حرفة الأدب فأفلس وأغلق حانوته، فأعانه سيرانو على شئون حياته - وكان من أكبر أنصاره والمتشيعين له - ولكن الحظ كان قد فارقه، فلم ينجح في عمل من الأعمال التي اشتغل بها، وظل البؤس ملازما له طول حياته.
ليز
زوجة راجنو، وهي امرأة فاسدة الأخلاق خبيثة النفس، كانت تهزأ بزوجها وتسخر منه، وتنعى عليه اشتغاله بالشعر والأدب واهتمامه بالشعراء والأدباء وعنايته بهم، وكانت تفضل أن تقدم هي بنفسها الحانوت كله لضابط من ضباط الجيش تعجب به، على أن يقدم زوجها راجنو لقمة واحدة منه لأديب من الأدباء، ولما رأت تضعضع حاله وانتكاث أمره، فرت مع أحد ضباط الجيش، ولم يرها بعد ذلك.
كاربون دي كاستل
قائد فصيلة شبان الحرس، وكان كل أفرادها من الجاسكونيين، وهو جاسكوني مثلهم، فكان يحبهم حبا شديدا، ويعطف عليهم، وكان يعتمد في أعماله على سيرانو، ويعده خير جنوده، والتاريخ يذكر له دفاعه العظيم بفصيلته في ميدان أراس عن الموقع الذي اختار جيش العدو مهاجمته، حتى تم النصر للراية الفرنسية على الراية الإسبانية.
الفصل الأول
Halaman tidak diketahui