52

Syair Ghazal Umar bin Abi Rabi'ah

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

Genre-genre

غيرها، وصلها إليها أداء

كل خلق وإن دنا لوصال

أو نأى فهو للرباب الفداء

فعدي نائلا وإن لم تنيلي

إنما ينفع المحب الرجاء

فبدا لنا أن القافية هي التي جاءت «بالسماء»، وأنه قد خلق المطر وابتلال الريطة بعد أن عرضت له هذه الكلمة في القافية، فلم يستقم له النظم إلا بذلك التبديل، وهو ضعف لك أن تحسبه عليه في نقد الصناعة النظمية، ولكنه لا يمنع أن يكون ذلك المنظر جائز الوقوع وأن يأتي وصفه والشعور به على ذلك المثال، وهذا هو الصدق الفني الذي يحاسب به الشاعر في هذا الباب، ولعله يؤدي بتبديله المنظر معنى آخر له دلالته في بيان إعزازه للفتاة، التي تجشم الخروج في المطر لانتظارها، فذلك معنى يستحق أن يوصف وأن يخترع اختراعا في رواية من الروايات، فلا يعاب من الوجهة الفنية أقل عيب، ولا يلام عليه الشاعر إلا إذا أحال في اختراعه، فوصف المستحيل الذي لا يكون ولا يعقل، كأن يذكر المطر حيث يمتنع نزوله كل الامتناع في أوان معهود، وهو نقص في التخيل وملاحظة الواقع يمس القدرة الفنية التي لا غنى عنها لأصحاب الفنون.

وبهذا نصل إلى تفرقة أخرى غير التفرقة بين الصدق من وجهة الفن، والصدق من وجهة التاريخ أو الأخلاق.

نصل إلى التفرقة بين الطبيعة الفنية والصناعة النظمية، وإن لاح أن كلمة الفنان وكلمة الصانع مترادفتان أو كالمترادفتين.

فعمر بن أبي ربيعة وافر الحظ من الطبيعة الفنية التي تفوق على شعرائها، وأصبح إمام طريقتها. ولكنه ليس بوافر الحظ من الصناعة النظمية، التي يلجئه الضعف فيها إلى التحول عن معناه، وإن لم يحوله عن فطرته التي لا حول عنها.

وخلاصة هذا جميعه أننا نستطيع أن نؤمن بصدق الشاعر في فنه دون أن نكلفه صحة الواقعة وصحة الصناعة، بل لعلنا نرفعه إلى مقام الإمامة بين شركائه في الطريقة والمزاج، وهو في تمحيص الخبر أو تمحيص الصناعة وراء هذا المقام. (7) ذوقه في جمال المرأة

Halaman tidak diketahui