28

Syair Ghazal Umar bin Abi Rabi'ah

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

Genre-genre

إنما تأتي خبرة ظرفاء المجالس من تقارب الإحساس بين المرأة وبين هذه الطائفة من اللاهين والمتغزلين، فهم يحسون كما تحس أو على نحو قريب مما تحس، وهم يشبهونها بعض الشبه فيصدقون في الحكاية عنها والتحدث بخوالج نفسها. وفرق بعيد بين هذا وبين الرجل الذي يعلم طبع المرأة وهو يخالفها في طبعها، ويستجيش ضمائرها؛ لأن هذه الضمائر تجاوبه مجاوبة الأنثى للذكر، فيعرف من مجاوبتها كيف تضطرب نفسها وتتقلب هواجسها وخواطرها. هذا يرى أثر الرجل في طبع المرأة فيعرفه، وذاك يعرف ما في طبعها؛ لأن الطبعين غير مختلفين في جملة الشعور.

والمرأة تألف أحاديث هؤلاء اللاهين الغزلين وتفضلها على أحاديثها مع بنات جنسها؛ لأنها تستحضر بها شعور المماثلة وشعور المناقضة في وقت واحد، وهو شعور لا تستحضره في مثيلاتها ولا في مجلس الرجل الذي تجاوبه مجاوبة الإناث للذكور وتكون معه مأخوذة من أعماق طبيعتها مشغولة عن مناوشات الحديث.

ومن الواضح أننا أردنا بصدق ابن أبي ربيعة في الرواية عن المرأة صدق الرواية الفنية ولم نتجاوزه إلى البحث في صدق الرواية الخبرية وبيان ما حدث وما لم يحدث من أخباره في جميع شعره، فهو لا يقدم ولا يؤخر فيما نحن بصدده.

وحسبنا أنه تخيل فأصاب التخيل، وأنه عاش زمنا على النحو الذي وصفه ببعض قصائده، وما من شك بعد ذلك في أنه قد اعتمد على الخيال كثيرا ونزع منزع القصاصين كثيرا، وأضاف من عنده ما لم يرد على لسان صاحبة له ولا صاحب ممن أسند إليهم الكلام والحوار.

وقد سره هو أحيانا أن يفهم الناس أنه يقول ما لا يفعل وأنه داخل في حكم القرآن الكريم على الشعراء عامة: أنهم يقولون ما لا يفعلون؛ فذلك أسلم له وأليق بالسمت الذي كان يتخذه بين ذوي الوقار حين يقول: إنه يتجنب المحظورات.

قيل في سيرته: إن سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - كانت جالسة في المسجد الحرام فرأت عمر يطوف بالبيت فأرسلت إليه فقالت حين جاءها: ما لي أراك يا ابن أبي ربيعة سادرا في حرم الله؟ ويحك أما تخاف الله؟ ويحك إلى متى هذا السفه؟ فقال: أي هذه! دعي عنك هذا من القول، أما سمعت ما قلت فيك؟ قالت: لا. فأنشدها البائية التي يقول فيها:

ردع الفؤاد بذكرة الأطراب

وصبا إليك ولات حين تصاب

إن تبذلي لي نائلا يشفى به

سقم الفؤاد فقد أطلت عذابي

Halaman tidak diketahui