Pengarang Andalusia dan Anugerah Dunia

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
81

Pengarang Andalusia dan Anugerah Dunia

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

Genre-genre

فالوجاهة، أو الارستقراطية الحقة - كما أفهمها - هي حالة يتفق فيها للإنسان على مثال رفيع أن يهذب وجدانه أو كيانه الباطن، وأن يؤمن ببساطة المعيشة الخارجية، فيجمع بين المثالية والتدبير المقتصد، وبهذا يصبح أنبل الوجهاء إنسانا، أقل ما يكون افتقارا إلى شيء يأخذه من العالم الخارجي، فهو لا يزهد في الضروريات، ولكنه كذلك لا يتعلق بالعوارض والنفايات.

أما الديمقراطية فما هي؟ إنها في مشتقات اللغة تعني حكم الشعب، ولا بد للشعب الحاكم من أن يصلح نفسه جسدا وروحا، ويعنى بصحة تكوينه وصحة تفكيره، ومتى تم للشعب هذا التهذيب فهو في الواقع ند للارستقراطية، لا توجد معه طبقة دونه ولا منازعة بين طبقات. فإنما هي برجوازية متعفنة تلك التي تريد أن تحكم من دونها دون الشعب ودون السراة، وليس من العدل أن يظل الشعب كتلة جافية من الدهماء على حاله في كثير من البلدان بفضل الصخابين من حماته. فلست أومن بإنسانية متراصة على هذا المثال، متساوية بالمزية التي لا يحسن الاكتفاء بها والبقاء عليها، ولكني أومن بالمجتمع الذي تتلاقى الشخصيات الفردية فيه على سنة المساواة.

ولا أراني الآن بحاجة إلى تعريف الديمقراطية؛ لأنها - فيما أراه - سبيل متوسط، وطريق للوصول منه إلى ما بعده؛ للارتفاع بالشعب إلى الحالة المهذبة التي ينبغي أن يصير إليها. فإن كان لا بد من التعريف، فلتكن الديمقراطية الحقة هي صاحبة الصفات الأرستقراطية التي لم تتحقق لأدعياء هذه الطبقة.

وكثيرا ما تخرج الأفكار إلى الحياة وتنتهي، وهي على خطأ وضلال وتلفيق مصطنع، كما حدث لفكرة «السلفية» مثلا؛ فإن كل أثر فني يصبح (سلفيا)

Classic

إذا بلغ من قبوله أن يثبت ويعيش مع الأجيال، وبهذا كان أدب الإغريق في القرن الخامس (سلفيا)، ووجب إذن ألا يختلط العمل الذي تغلب على الزمن، والعمل الذي يدعي أصحابه مزية السلفية ولم يتغلب على شيء. ومما يزيد الاختلال أن يسمى عمل من الأعمال سلفيا جديدا

New Classic ، وما هو في الحقيقة غير سلفي مدعى، أو سلفي زائف.

وإن شيئا شبيها بهذا ليحدث على نحو آخر ووضع مختلف في أمر الديمقراطية والأرستقراطية.

فليس الديمقراطي ديمقراطيا، ولا الأرستقراطي أرستقراطيا؛ لأنه يحكي أحدا قبله كما يحكي السلفي المدعي من أصبحوا سلفيين بحكم الغلبة على الزمن.

فالرجل الممتاز بجميع عيوبه - ولا يخلو إنسان ممتاز من عيوب - قد يستوفي حظه من الإدراك، على نحو ما اتفق لرجل مثل ليورنادو دافنشي جمع بين التهذيب وسعة الصدر، وحقق وعيه وحياته كل يوم عاش فيه، ولكن ذرية هذا الرجل لا يصبحون ممتازين لمجرد انتمائهم إليه ومحاكاتهم له في أحواله، فما من أحد يصير أرستقراطيا متقدما، أو ديمقراطيا متقدما إلا ذلك الذي يصير كذلك بمجهوده وتحقيقه لوعيه ووجوده. وإذا صح هذا بالنسبة إلى النوابغ الممتازين ، فما بالنا بالذرية الخاوية من النكرات التي تلتصق بأشجار النسب عارية من الورق والثمر؟!

Halaman tidak diketahui