Pengarang Andalusia dan Anugerah Dunia

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
54

Pengarang Andalusia dan Anugerah Dunia

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

Genre-genre

إن حياة خيمنيز في الطبيعة وأمله في الطبيعة، وحلمه بالطبيعة بين لجب الحضارة والصناعة، هو السر المكشوف في كل رسالة للفن، والإيمان يبشر بها شاعر «المقرة» وخليفة شعرائها الأندلسيين بعد ثمانية قرون.

وإذا كان أناس من مؤرخي الأدب يربطون بين مدرسته الشعرية ومدارس الشعر الأندلسي في القرن الثاني عشر، فالبساتين والعيون هي الملتقى المأنوس الذي يؤلف بينه وبين سليقة العربي المقبل من صحرائه القصية، الحالم بجنته الأبدية على هذه الصورة الدنيوية. فهذه حلة من قداسة السماء لبستها البساتين والعيون، واستعارتها من جنات تجري تحتها الأنهار منذ فتح العربي أعين الصحراء على جنة العشب والماء، وما كان لهذه الجنة رسم معهود في أخيلة الشاعر الأندلسي قبل تلك الهجرة العربية، ولا كان لها في وجدانه شوق يمتزج بحنين العشق وشهوة الغرام كذلك الشوق الذي يتغنى بها عاشق الحسناء في قصائد الشعراء من أبناء الصحراء. •••

ولقد عاش خيمنيز حتى ناهز السابعة والسبعين، ولكنه أدرك رسالته في الفن ورسالته في الحياة وهو في إبان نضجه واستواء ملكاته، ولا نقول في عنفوان قوته وريعان صباه؛ لأنه لم يكن قط ذا عنفوان وريعان، ولم يخل قط من وعكة وانحراف منذ عرف معنى للصحة واعتدال المزاج، وحياته على نقيض صوره المثقلة بالألوان والظلال إلى حد الإرهاق، إنما ترسم للناظر أو المترجم صورة «ساكنة» تقل فيها الألوان الصارخة وما دونها من الألوان التي تلفت إليها الأنظار، فلا حركة في ذلك العمرم المديد فيما عدا حركات الأسفار بين وطنه الأوروبي ووطنه الأمريكي، وبين وطنيه هذين ومقامه بأمريكا الشمالية، ولم تقترن رحلته إلى موطن من هذه المواطن بحركة مجهدة تقطع عليه سلسلة التأمل في سلام، فلا جرم تنجذب إليه في ختامها جائزة السلام! •••

ولد خيمنيز في قرية المقرة بجنوب الأندلس، ونشأ في بيت أسرة ميسورة الحال بين البحر ومروج الريف، وتعلم في القرية صفوة ما يتعلمه الطفل القروي من معارف دينه ودنياه، ومن ثقافة الريف المطبوعة المتوارثة وثقافته المصنوعة التي تنقلها الدراسة والمطالعة، فلم يكد يبلغ الرابعة عشرة حتى كان له شعر ينشر في صحف إشبيلية ومدريد، ويمهد له السبيل إلى ندوة الأدب في العاصمتين، وقد تلقاه أدباء العاصمتين بالعطف والترحاب، فقضى سنواته الأولى بعد ظهور اسمه في الصحف الأدبية يتنقل بين الريف والحضر، ويسكن أكثر أيامه إلى المصحات وضواحي الاستشفاء بعيدا من «شبكة» الدسائس الأدبية التي لا يبرأ منها جو الحواضر في عصور الفتنة والانتقال على الخصوص، ولعله عوفي بالمرض من لجاج التنافس والخصومة فدرج في نشأته على نهج مريح مأمون العثرات، وقد أخذ في إصدار دواوينه قبل أن يبلغ العشرين، واشترك في إصدار صحيفة الشمس

Helios

سنة 1902، ثم في صحيفة النهضة أو المولد الجديد

Renacimients

سنة 1907 التي أصبحت لسانا ناطقا لأنصار المدارس المستحدثة في عالم اللغة الإسبانية، وعملت على توحيد جو الثقافة الشعرية بين الأمة الأصيلة وأمم أمريكا اللاتينية. وقد التقى وهو في نحو السابعة والثلاثين بالأديبة زنوبية كمبروبي في مدريد، ولحق بها في زيارته الأولى لنيويورك (سنة 1916)، حيث تم بينه وبين أسرتها الاتفاق على الزواج، وكانت زوجته الأديبة شريكته في ترجمة الشاعر الهندي رابندرانات تاجور من الإنجليزية إلى الإسبانية، وقد عاد الزوجان إلى وطنهما ولبثا بين حواضره وقراه زهاء عشر سنوات، ثم أزعجتهما عنه الحرب الأهلية (سنة 1936)، فرحلا إلى بويرتوريكو وإلى كوبا ثم إلى نيويورك وواشنطون، وبعد سنوات قضياها في الولايات المتحدة غلبهما الحنين إلى جو اللغة الإسبانية، فانتقلا إلى بويرتوريكو مرة أخرى (سنة 1952)، واختارته جامعتها لإلقاء محاضراته عن الشعر والأدب والثقافة العامة، فأصبح مجلسه إلى جوار الجامعة قبلة الرواد من ناشئة أمريكا اللاتينية، وشاءت المقادير بعد أربع سنوات من مقامه بالجزيرة التي تلتقي فيها الثقافتان الإسبانية والإنجليزية أن تأتيه بشرى الجائزة العالمية، وأن يمنى بوفاة زوجته الوفية في أسبوع واحد، وقد أدركه الأجل المحتوم بعد عام.

أما مؤلفاته من المنظوم والمنثور فقد والى إصدارها نحو ستين سنة على انتظام تارة وفي فترات متباعدة تارة أخرى، وأكثرها من الشعر المنظوم على أوزان الأغاني والترانيم الاجتماعية، وبعضها فصول منثورة في النقد والآراء الاجتماعية والدينية على أسلوب سهل من البحث القريب، والإيحاء المستمد من الواقع والخيال يرجح فيه منهج الفن على منهج الدرس والتحقيق، وقد ظهرت دواوينه الأولى وهو يجاوز العشرين، فاشتهر منها ديوان الأحاديث الحزينة

Apias Tristes ، وديوان الجنات القصية

Halaman tidak diketahui