Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

Omar Al-Moqbel d. Unknown
4

Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel

مواعظ الصحابة لعمر المقبل

Penerbit

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٥ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

قالوا: والله لو كان حيًّا، كان عيبًا فيه؛ لأنَّه أسكُّ، فكيف وهو ميِّتٌ؟ فقال: (فوالله للدُّنيا أهون على الله، من هذا عليكم) (١). وفي إحدى الغزوات قدم على رسول الله ﷺ بسبيٍ، فإذا امرأةٌ من السبي تبحث عن صبيِّها الصغير الذي فقدته، فوجدته فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله ﷺ: (أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النَّار؟)، قلنا: لا والله، وهي تقدر على ألاَّ تطرحه، فقال رسول الله ﷺ: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها)» (٢). (٤) - ومن الهدي النبويِّ في الوعظ: التعميم في الخطاب: (ما بال أقوام)، هذا هو الأصل المطَّرد، والأعمُّ الأغلب في وعظه ﷺ، ويندر أن ينصَّ على شخصٍ بعينه؛ فإنَّ النفوس تكره وتنفر من مثل هذا. ٥ - الإيجاز والاختصار، وعدم الإطالة إلا نادرًا لمصلحةٍ عارضةٍ. ومن تأمَّل في مواعظ الصحابة ﵃، وجدهم قد ساروا على هذا الهدي العظيم، فهم خير هذه الأمة، وأبرُّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلُّها تكلُّفًا - كما وصفهم بذلك الحسن البصريُّ ﵀ (٣). ولما سبقت الإشارة إليه؛ وقع الاختيار على مواعظهم، للتعليق على ما تيسَّر منها؛ لتميُّزها بعدة مزايا: ١ - أنها مواعظ صادرةٌ عن تلاميذ سيِّد الواعظين ﷺ. ٢ - أنَّهم جمعوا بين العلم العميق المؤصَّل، وسهولة العبارة التي جعلتهم يتكلَّمون بكلامٍ يفهمه عامة الناس في عصرنا فضلًا عمَّن

(١) صحيح مسلم (٤/ ٢٢٧٢). (٢) البخاري (٥٩٩٩)، مسلم (٢٧٥٤). (٣) الشريعة، للآجري (٤/ ١٦٨٦)

1 / 7