Series of Stories - Al-Munjid
سلسلة القصص - المنجد
Genre-genre
وجه اتخاذ النبي أبا طالب ناصرًا له ومعينًا
السؤال
هل اتخاذ النبي ﷺ أبي طالب ناصرًا له ومعينًا يتنافى مع موالاة الكفار، أو مع تحريم موالاة الكفار؟
الجواب
كلا.
لأن الموالاة المحرمة التي فيها محبة لهم، ومحبة لدينهم، ورضًا بباطلهم، وتنازل عن شيء من ديننا، أما أن الإنسان يُقيض له قريب مشرك كافر يدافع عنه، فهذا تأييد من الله.
وكذلك المحبة الطبيعية التي تكون بين المسلم وقريبه الكافر محبة طبيعية ليس فيها ما ينافي الدين، فلو أن مسلمًا تزوج كتابية محصنة، ما حكم النكاح؟ صحيح حسنًا ليس هناك بين الزوجين محبة؟ هل حبه لها ينافي التوحيد؟ أبدًا، لأن هذا من جنس المحبة الطبيعية، مثل: محبة الإنسان مثلًا للحم المشوي، أحدهم يحب العنب، هذه محبة ليس لها علاقة بالعقيدة، هذه محبة طبيعية من ميل نفسي، فمحبات القرابة، أو الزوجية، إذا كان أحد الطرفين مسلمًا محبة طبيعية ليس فيها ما ينافي العقيدة.
ثم إن أبا طالب الإنسان يكره عقيدته ولا شك، فهو يحبه من وجه ويبغضه من وجه، قد يحبه محبة طبيعية من جهة القرابة، ويبغضه على دينه الذي هو عليه وعلى عقيدته التي هو عليها ولا شك.
أما محبة الأخوة الدينية، أو المحبة التي وردت: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات:١٠] التي تربط بين الناس لا يمكن أن تكون لـ أبي طالب، ولا لغيره.
على أية حال: كون الله قيض لنبيه أبا طالب يدافع عنه، هذا لا ينافي الموالاة.
3 / 27