146

Series of Faith and Disbelief - Introduction

سلسلة الإيمان والكفر - المقدم

Genre-genre

شروط التوبة النصوح
ما هي الشروط حتى تصح بها التوبة؟! إن الشخص الذي أذنب أي ذنب حتى لو كان الشرك ثم تاب، فإنه إذا استوفى هذه الشروط فهي مقبولة، لكن نختلف مع الخوارج في أنهم يقولون: إنه بالمعصية كفر وبالتوبة عاد إلى الإسلام، نحن نقول: لا، بالمعصية استحق عقاب الله إذا كان موحدًا، وإذا تاب تاب الله عليه في الدنيا؛ لكن المشكلة فيمن مات قبل أن يتوب، أو مات مصرًا عليها ولم يتب منها.
أما كل من تاب من أي ذنب سواء الشرك وما دونه إذا استوفى هذه الشروط؛ فإن التوبة مقبولة، وأي توبة يقال عنها: إنها مقبولة فلابد أن نستحضر دائمًا أن المقصود بها التوبة النصوح، وليست أي توبة أخرى، كما قال ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾ [التحريم:٨]، والتوبة النصوح هي التي فيها ثلاثة شروط: الأول: الإقلاع عن الذنب.
الثاني: الندم على فعله.
الثالث: العزم على ألا يعود إليه.
إذا كان يفعل الذنب فينبغي أن يبادر فورًا بالإقلاع عنه، ثم يندم بقلبه على فعله، ويعزم في المستقبل على ألا يعود إليه.
أما إذا كان ذلك الذنب في حق متعلق بالآدميين، كأن سرق مالًا مثلًا من شخص ويريد أن يتوب فلا بد من هذه الثلاثة وأن يعيد الحق إلى صاحبه أو يستحله منه إذا لم يتمكن من إعادته، يقول النبي ﵊: (من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منها اليوم؛ فإنه ليس ثم دينار ولا درهم)، يوم القيامة العملة المستعملة ليست الدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات.

12 / 11