11

Series of Faith and Disbelief - Introduction

سلسلة الإيمان والكفر - المقدم

Genre-genre

لا إله إلا الله هي الكلمة الباقية هي أيضًا الكلمة الباقية، فالتوحيد لا يزول بالمعصية، وإن كانت المعاصي تقدح في كمال الإيمان، لكن لا تقدح في أصل الإيمان، فالتوحيد لا يزول بالمعصية، والمعصية تزول بسبب التوحيد، فلذلك هي الكلمة الباقية، يقول ﵎ في حق إبراهيم ﵇: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ [الزخرف:٢٦ - ٢٨]، وإن كان هنا لم يذكر كلمة التوحيد، لكن ذكر الكفر بالطاغوت وتوحيد الله: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ»، هذا هو معنى الكفر بالطاغوت «إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي»، هذا هو إسناد التوحيد لله ﵎ والإيمان به، فعبر عن لا إله إلا الله بمعناها، ثم قال بعد ذلك: «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً»، ما هي هذه الكلمة الباقية؟ هي لا إله إلا الله. ويقول ﵎: ﴿وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص:٨٨]، والله ﷾ صاحب الدوام والبقاء، والقول تبع المقول، فتبقى حقيقة لا إله إلا الله ثابتة البقاء والدوام.

1 / 11