Secularism: Its Rise and Development

Safar al-Hawali d. Unknown
112

Secularism: Its Rise and Development

العلمانية - نشأتها وتطورها

Penerbit

دار الهجرة

Genre-genre

فاحشًا، حتى أصبحت بحق أغنى طبقات المجتمع الأوروبي آنذاك بما تكدس في خزائنها من أموال وتدفق عليها من عطايا وهبات. ومن الوجهة السياسية قويت الكنيسة، وتدعمت سلطتها بالجحافل البربرية التي تطوعت للقتال في سبيلها من أجل الحصول على الغفران، وبالمقابل انخفضت سلطة الملوك الذين كانوا جنودًا للكنيسة بأنفسهم في الحروب الصليبية، إلا من تردد منهم أو حاول التملص من قبضتها، فعوقب بالحرمان كما حدث لفريدريك الثاني (١). كل هذه الثمار جنتها الكنيسة من جراء هذه المهزلة المبتدعة، وكان نتائجها الطغيان الأعمى والغطرسة الباغية، ولم لا تطغى وتستبد وقد عبدها الناس من دون الله وقدسوا تعاليمها دون تعاليم المسيح؟! ولم لا تغتر وتتجبر وهى تملك المجتمع من ناصيته وتتحكم في الضمائر وتسيطر على الأرواح كما تشاء، وترفع من أحبت إلى أعلى عليين، وتقذف من أبغضت في دركات الجحيم، وتنصب هذا قديسًا وذاك شيطانًا مريدًا؟! تلك هي الصورة الإيجابية التي خلفتها هذه المهزلة للكنيسة، وعليها اقتصرت نظرة آبائها، فدفعهم الغرور إلى المضي قدمًا، وازدادوا نهمًا غير عابئين بالنتائج ولا حافلين بالعواقب. لكن سنة الله لا تحابي أحدًا ولا تجامله، فكل شيء جاوز حده انقلب إلى ضده، والزبد يذهب جفاءً، وهكذا كانت صكوك الغفران مسمارًا في نعش الكنيسة وبدايةً لنهايتها، وكانت خسارتها بها عظيمة عظم جنايتها. فمن الوجهة الاقتصادية نرى الإقبال الهائل على شراء الصكوك

(١) انظر: حول سيرته: كتاب الزنديق الأعظم، وفصل أعجوبة العام، (ج:٣)، ويلز. وسيأتي الحديث عنه (١٣٧).

1 / 117