Secularism and Islam's Stance on It
العلمانية وموقف الإسلام منها
Penerbit
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
Nombor Edisi
العدد ١١٥-السنة ٣٤
Tahun Penerbitan
١٤٢٢ هـ
Genre-genre
وذلك أنه منذ مجمع نيقية سنة ٣٢٥م والكنيسة تمارس الطغيان الديني والإرهاب في أبشع صوره، ففرضت بطغيانها هذا عقيدة التثليث قهرًا، وحرّمت ولعنت مخالفيها، بل سفكت دماء من ظفرت به من الموحدين، وأذاقتهم صنوف التعذيب وألوان النكال.
وتتفق المصادر على أن اليد الطولى في تحريف العقيدة النصرانية تعود إلى بولس "شاؤل" اليهودي، وهو الذي أثار موضوع ألوهية المسيح لأول مرة مدعيًا أنه ابن الله١ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
٢- والعبادات قد دخلت فيها أوضاع بشرية كنسية مبتدعة، وهذه المبتدعات حمّلها النصارى مفاهيم غيبية، وفسّروها بأن لها أسرارًا مقدسة، وجعلوا لها طقوسًا تُمارس في مناسباتها، ويجب احترامها والتقيد بها.
٣- والأحكام التشريعية معظمها أوامر وقرارات كنسية بابوية، ما أنزل الله بها من سلطان، وهى تُحلّلُ وتُحرِّم من غير أن يكون لها مستند من كتاب الله، أو من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام٢.
ونصّبت الكنيسة نفسها عن طريق المجامع المقدسة "إلهًا" يُحلُّ ويُحرِّمُ، ينسخُ ويضيف، وليس لأحد حق الاعتراض، أو على الأقل حق إبداء الرأي كائنًا من كان، وإلا فالحرمان مصيره، واللعنة عقوبته؛ لأنه كافر «مهرطق» ٣.
_________
١ العلمانية لسفر ص٣٦، النصرانية لأبي زهرة ص٨٤ وما بعدها، المسيحية لأحمد شلبي ص ١١٠.
٢ انظر: كواشف زيوف لعبد الرحمن الميداني ص ٢٣.
٣ انظر: العلمانية لسفر ص١٢٨، والهرطقة - كما فهمتها الكنيسة إذ ذاك - هي: مخالفة رأي الكنيسة، فرأي يراه عالم في العلوم الكونية هرطقة، ومحاولة فهم الكتاب المقدس لرجل غير كنسي هرطقة، وانتقاد شيىء يتصل بالكنيسة هرطقة. انظر: المسيحية، لأحمد شلبي ص ٢٥٦.
1 / 340