Sciences of Rhetoric: Expression, Meaning, and Elegance

Ahmad Mustafa Maraghi d. 1371 AH
88

Sciences of Rhetoric: Expression, Meaning, and Elegance

علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع

Penerbit

*

Genre-genre

المبحث الثاني: في حذف المسند إليه يحذف المسند إليه لأغراض، أهمها: ١- ظهوره بدلالة القرائن عليه، فذكره يعد حينئذ عبثا في الظاهر١ كقوله تعالى: ﴿فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾ ٢ أي: أنا. ٢- ضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب التوجع والتضجر، نحو: قال لي كيف أنت قلت عليل ... سهر دائم وحزن طويل ٣- إخفاء الأمر عن غير المخاطب، كما تقول: "انتهت"، أي: المسألة المعهودة بينكما. ٤- خوف فوات فرصة سانحة، كقول من رأى طيارا مقبلا: طيار. ٥- المحافظة على سجع أو قافية، فالأول نحو: من طابت سريرته حمدت سيرته، أي: حمد الناس سيرته. والثاني نحو: وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يوما أن ترد الودائع٣ ٦- اتباع الاستعمال الوارد بالحذف كقولهم في المثل: رمية من غير رام٤، أي: هذه رمية، أو الوارد على ترك نظائره، كما في الرفع على المدح، أو الذم أو الترحم، فإن المسند إليه لا يكاد يذكر في هذه المواضع، فيقولون بعد أن يذكروا٥ الممدوح: غلام من شأنه كذا وكذا، وفتى من شأنه كيت وكيت، كما قال ابن عنقاء الفزاري يمدح عميلة، وقد شاطره ماله لما رآه معوزا: رآني على ما بي عميلة فاشتكى ... إلى ماله حالي أسر كما جهر غلام رماه الله بالخير يافعا ... له سيمياء لا تشق على البصر٦

١ وإلا فلا عبث في ذكره على الحقيقة أحد ركني الإسناد. ٢ سورة الذاريات الآية: ٢٩. ٣ إذ لو قيل أن يرد الناس الودائع لاختلفت القافية. ٤- يريد رمية مصيبة من رام غير محسن، يضرب مثلا لمن صدر منه فعل حسن ليس أهلا لأن يصدر منه. قاله الحكم بن عبد يغوث المضري. ٥ قال الرازي: يشبه أن يكون السبب في ذلك أنه بلغ في استحقاق الوصف إلى حيث إنه لا يكون إلا للموصوف، سواء أكان في نفسه كذلك، أم بحسب دعوى الشاعر على طريق المبالغة. ٦ رماه الله وضع فيه، واليافع الشاب، والسيمياء العلامة والهيئة، ولا تشق على البصر أي: تفرح به من ينظر إليه.

1 / 90