قد نتساءل: «ما في وسعنا أن نفعل؟»
في وسعنا أن ننتفض.
من هذه الانتفاضة تتولد القوة التي تكهرب كل مواطن وكل شيء.
هذه الانتفاضة تجيش الجيوش، وتسيل المال، وتنشئ القلاع، وتبقي هذا الوطن مصفقا حرا طليقا.
ليمتحن كل واحد منا ولاءه لقومه ودولته واستقلاله بسؤال بسيط: «حين تنزهت الطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان؟ هل انتفضت؟»
هنا محك الصدق في الوطنية.
هنا تنجلي الوطنية القوالة، الوطنية اللهاثة، النفاثة، النافورية، عن الوطنية الفعالة الهادئة.
إن سكان لندن وسكان ستالينغراد خلال السنين السوداء في الحرب الأخيرة لم يهتفوا بحبهم للوطن، ولم يتغنوا بأمجادهم التاريخية، ولكنهم صبروا على النار والدمار والقنابل والموت بهدوء وجلد ومكابرة.
هذه هي الوطنية الفعالة.
حين استشرت أصدقائي عن الموضوع الذي يحسن أن أعالجه من فوق هذا المنبر كادوا يجمعون على القول إن الموضوع الأجمل والأليق هو الطائفية؟
Halaman tidak diketahui