أما كبار الكتاب، ورجال القصر فجلسوا خلف هؤلاء، وكان بينهم: ابن الخلال صاحب ديوان الإنشاء، والجليس بن الحباب، والمهذب أبو محمد الأسواني، وزين الدين بن نجا، وإبرهيم بن دخان، رئيس ديوان الرواتب.
وكان الصمت يملأ النفوس هيبة، فتقدم عمارة من الخليفة، فقبل يديه وقدميه، ثم تقهقر قليلا، وأنشد بصوت ندي، ونبرات ساحرة أخاذة:
الحمد للعيس بعد العز والهمم
حمدا يقوم بما أولين من نعم
قربن قرب مزار العز من نظري
حتى رأيت إمام العصر من أمم
فهل درى البيت أني بعد فرقته
ما سرت من حرم إلا إلى حرم
حيث الخلافة مضروب سرادقها
بين النقيضين: من عفو ومن نقم
Halaman tidak diketahui