قالت ذلك على الفور دون أن تنظر إلى الساعة، ولكن بقناعة من كان يحصي كل دقيقة تمر، وكل خمس دقائق، وعشر دقائق، وربع ساعة، وعشرين دقيقة؛ إذ هي في انتظار أن تحل الساعة الثانية. - إذن كيف تشير ساعة الكنيسة إلى الساعة الثانية إلا ربعا؟ - غير معقول. لا بد أنها غير مضبوطة. - ثم ... أخبريني، هل عاد ذلك الشاب؟ - كلا.
وأخذ فاسكيز صاحبة الحانة بين ذراعيه وهو يتوقع تماما أن يكون جزاؤه صفعة منها. ولكن لم يحدث شيء من هذا؛ فقد أصبحت «لامسكواتا» وديعة كالحمامة، فتركته يحتضنها ويقبلها في شفتيها، ماهرة بذلك إمضاءها على اتفاق بألا ترفض له شيئا أيا كان الليلة. وكان الضوء الوحيد في الغرفة يتوهج أمام صورة للعذراء، إلى جوار باقة من الورد المصنوع من الورق. وأطفأ فاسكيز الشمعة ثم أوقع صاحبة الحانة أرضا. واختفت صورة العذراء في الظلمة؛ إذ تدحرج جسداهما على أرض الحجرة وقد التصقا ببعض كحزمة من الثوم. •••
وظهر ذو الوجه الملائكي من ناحية المسرح، يمشي مسرعا بصحبة مجموعة من الأفاقين الأجلاف. وقال لهم: «حالما تصبح الفتاة في يدي، بوسعكم أن تنهبوا المنزل، لن تذهبوا أبدا فارغي اليد، أعدكم بذلك. ولكن، الزموا الحيطة، الآن وفيما بعد على حد سواء ، ولا تفشوا السر، وإلا فإني أفضل أن أعمل بدونكم.»
وحين داروا إلى المنعطف أوقفتم دورية للشرطة. وتحدث المحبوب مع ضابط الدورية في حين وقف الجنود حولهما. - إننا ذاهبون للغناء أمام نافذة إحدى السيدات
1
أيها الملازم.
فقال الضابط وهو يدق على الأرض بسيفه: «هل تتفضل فتخبرني أين ذلك؟» - هنا، في حارة «المسيح». - وأين هي قيثاراتكم وطبولكم؟ يا لها من سيرينادا غريبة بدون أية موسيقى!
فدس ذو الوجه الملائكي في خفة ورقة مالية من فئة المائة بيزو في يد الضابط، وعندها سحب ذاك جميع اعتراضاته.
وكانت نهاية الشارع مسدودة ببناية كنيسة «لامرسيد»، وهي كنيسة بنيت على شكل سلحفاة ذات عينين، هما نافذتان، في قبتها. وأمر المحبوب رفاقه بألا يذهبوا إلى حانة «الخطوتان» كلهم مرة واحدة. وقال لهم بصوت عال وهم يفترقون: «تذكروا، سنتقابل جميعا في حانة «الخطوتان»، «الخطوتان»، حذار أن تخطئوا المكان، «الخطوتان»، إلى جوار حانوت الأثاث.»
وغاضت أصوات أقدامهم إذ تفرقوا كل إلى جهة. كانت خطة الهروب كما يلي: حين تدق ساعة الكنيسة الثانية صباحا، يرتقي رجل أو اثنان من رجال ذي الوجه الملائكي سطح منزل الجنرال كاناليس، وعندها تقوم ابنة الجنرال، طبقا للاتفاق، بفتح نافذة في واجهة المنزل وتصيح بأعلى صوتها طلبا للنجدة من اللصوص الذين اقتحموا المنزل، وذلك لجذب انتباه رجال الشرطة الذين يراقبون المكان. وعند ذاك ينتهز الجنرال كاناليس فرصة الهرج والمرج من الباب الخلفي.
Halaman tidak diketahui