ووقف خينارو برهة جامدا يتبدى على سيمائه ذلك التعبير الحائر لشخص يتردد في قول عبارة أخيرة لصديق يودعه! ثم توجه إلى أحد البيوت في ذلك الحي، حيث كان يقطن في مسكن أعده في أحد الحوانيت، وطرق الباب.
وقال صوت من الداخل: من هناك؟ من الطارق؟
رد خينارو وهو يحني رأسه كأنما يتحدث إلى شخص قصير جدا: إنه أنا.
فقالت المرأة التي فتحت الباب: أنا من؟
ورفعت زوجته، «فيدينا دي روداس»، الشمعة إلى مستوى رأسه لترى وجهه. كان شعرها منكوشا، وترتدي ثياب النوم.
وحين دلف خينارو إلى الداخل، خفضت الشمعة، وأعادت مزلاج الباب الحديدي إلى مكانه بصوت عال وتوجهت إلى غرفة النوم دون أن تنطق بكلمة. ثم وضعت الشمعة أمام الساعة حتى يرى ذلك الفاجر الساعة المتأخرة التي عاد فيها إلى بيته. وتوقف لكي يداعب القطة النائمة على المصطبة، وحاول أن يصفر بفمه أغنية مرحة.
صاحت «فيدينا» وهي تحك قدميها قبل أن تدلف إلى الفراش: أي شيء يجعلك تبدو سعيدا هكذا؟
فرد خينارو بسرعة من جانب الحانوت المظلم، وهو يخشى أن تكتشف زوجته رنة القلق في صوته: لا شيء. - إنك تقابل رجل الشرطة ذاك ذا الصوت النسائي أكثر من ذي قبل الآن.
فقاطعها خينارو وهو يتجه إلى الغرفة الخلفية حيث ينامان، وقبعته الجوخ متدلية على عينيه: كلا. - كاذب! لقد تركته منذ لحظة! آه، إنني أعرف عمن أتحدث؛ إن رجلا يتحدث بصوت مائع - لا هو ديك ولا دجاجة - مثل صديقك ذاك لا يمكن أن يأتي الخير على يديه. إنك تصاحبه لأنك تريد أن تلتحق بالشرطة السرية. تلك الجماعة من المتوحشين الكسالى! الذين يجب أن يخجلوا من أنفسهم!
وتساءل خينارو ليغير موضوع الحديث وهو يخرج رداء صغيرا من صندوق: ما هذا؟
Halaman tidak diketahui