وجذب ذو الوجه الملائكي مقعدا وجلس إلى جوار رجل يبلغ الستة أقدام طولا، له مظهر الزنوج وحركاتهم رغم أنه أبيض البشرة، وظهره سوي كالقضيب الحديدي، ويداه كالسندان المزدوج، وثمة ندبة بين حاجبيه الشقراوين.
قال له ذو الوجه الملائكي : افسح لي مكانا يا مستر «جنكيز»، فإني أود أن أجلس إلى جوارك. - بكل سرور أيها السيد ... - سوف أتناول شرابي وأذهب لأن الرئيس في انتظاري. فقال مستر جنكيز: أوه، إذا كنت ذاهبا للقاء الرئيس فلا بد أن تكف عن حماقتك وتبلغه بأن الشائعات التي تتردد عنك غير صحيحة، غير صحيحة على الإطلاق.
فقال واحد من الأربعة، وهو الشخص الذي طلب البراندي: هذا لا شك فيه.
فتدخل ذو الوجه الملائكي قائلا للمستر جنكيز: وهل أنا الذي تقول له ذلك؟
فقال الأمريكي وهو يضرب رخام المائدة براحة يديه: وأقوله للجميع بالطبع! لكني كنت هناك تلك الليلة وسمعت بأذني المدعي العسكري العام يقول إنك تعارض انتخاب رئيس الجمهورية، وإنك نصير «للثورة مثل المرحوم الجنرال كاناليس».
وحاول ذو الوجه الملائكي عبثا أن يخفي القلق الذي يحس به. ذلك أن الذهاب لمقابلة الرئيس في ظل هذه الظروف شيء يثير الخوف.
وجاء النادل بطلباتهم. كان يرتدي سترة بيضاء عليها اسم المحل «غامبريتوس» مطرزا عليها بخيوط حمراء. - واحد ويسكي، واحد بيرة ...
وابتلع مستر «جنكيز» الويسكي دفعة واحدة دون أن تطرف له عين، كشخص يشرب مطهرا معويا، ثم أخرج الغليون وحشاه بالتبغ. - أجل يا صديقي، إن هذه الأشياء تصل إلى سمع الرئيس بطريقة أو بأخرى، وهي ليست بالأمر المحبب لديك. والآن حان دورك كيما تقول له بصراحة حقيقة الأمور. إن الموقف دقيق جدا. - شكرا على نصيحتك يا مستر «جنكيز»، وسلاما، سوف أذهب للبحث عن عربة للذهاب سريعا. شكرا، هه؟ ومع السلامة للجميع.
وأشعل «مستر جنكيز» غليونه.
وتساءل أحد الرجال الملتفين حول المائدة: كم كأسا من الويسكي شربت يا مستر جنكيز؟
Halaman tidak diketahui