138

Tuan Presiden

السيد الرئيس

Genre-genre

وتوقفت العربة في الطرف الأقصى لقرية صغيرة. وتقدم نحوهم ضابط يرتدي معطفا فضفاضا يصلصل مهمازه، وتعرف عليهم وسمح للسائق بمواصلة السير. وهمهمت الريح وسط أوراق عيدان الذرة الجافة المقطوعة. ولاح شبح بقرة مربوطة أمام أحد المنازل. وكانت الأشجار غافية. وعلى مبعدة مائتي ياردة، تقدم ضابطان ليريا من القادم، ولكن العربة لم تكد تتوقف. والآن، وقد كانوا على وشك الترجل أمام بيت رئيس الجمهورية، تقدم ثلاثة كولونيلات إلى الأمام لتفتيش العربة.

ورحب ذو الوجه الملائكي بضابط أركان الحرب (كان جميلا وماكرا كالشيطان). وكان ثمة حنين للبيت الدافئ يحوم في رحابة الليل الغريبة، ونور قنديل في الأفق يدل على موقع ثكنة مدفعية تقوم على حراسة رئيس الجمهورية.

وخفضت كميلة عينيها أمام رجل ذي تكشيرة شيطانية، وكتفين مائلين، وعينين مستطيلتين، وساقين نحيلتين طويلتين. وحين دخلا ، مد هذا الرجل ذراعه ببطء وفتح يده كأنما هو على وشك أن يطلق حمامة منها بدلا من أن يتحدث إليهما.

قال: «لقد أسر «بارثينيوس البيتاني» في حروب «ميتريدانس» وحمل إلى روما حيث أشرف على تدريس البحر الشعري الإسكندري. لقد تعلمه منه «بروبرنيوس» و«أوفيد» و«هوراس» وأنا ...»

وكانت ثمة سيدتان متقدمتا السن تتحادثان عند باب الصالة التي كان الرئيس يستقبل فيها ضيوفه. وكانت إحداهما تقول وهي تمرر يدها على تسريحة شعرها: «أجل، أجل، لقد قلت لهم إنهم لا بد أن يعيدوا انتخابه.» - وماذا قال؟ إنني متشوقة بالفعل إلى سماع ذلك ... - لقد اكتفى بالابتسام؛ ولكني أعلم أنه سيعاد انتخابه. إنه أفضل رئيس للجمهورية عرفناه يا «كانديديتا». هل تعلمين أنه منذ أن تولى الحكم، فإن زوجي «مونتشو»، قد تقلد أفضل المناصب؟

وخلف هاتين السيدتين، كان «المعلم»، يتكلم في ثقة واعتداد وسط مجموعة من الأصدقاء.

وقال المدعي العسكري العام، وهو يلتفت يمينا ويسارا إذ كان يسير وسط الحلقة: «لقد سأل السيد الرئيس عنك، لقد سأل السيد الرئيس عنك، لقد سال السيد الرئيس عنك ...»

فرد عليه المعلم: شكرا لك!

فقال أحد أصحاب المناصب السود، مقوس الساقين، ذهبي السن، وهو يظن أن الشكر موجه إليه: «عفوا.»

كانت كميلة تود ألا يلاحظها أحد في هذا الجمع الحاشد. ولكن ذلك كان مستحيلا. ذلك أن جمالها النادر المثال، وعينيها الخضراوين الصافيتين الهادئتين، وجسدها الرقيق المغلف في ردائها الحريري الأبيض، وصدرها النحيل، وحركاتها الرشيقة، وفوق كل شيء: كونها ابنة الجنرال كاناليس، قد جعلها محط الأنظار. ولاحظت إحدى سيدات الجماعة قائلة: إنها لا تستحق كل هذا. امرأة لا ترتدي «كورسيها» مشدها بوسع أي شخص أن يرى أنها عادية!

Halaman tidak diketahui