227

النظرات الفاحصة ، والتحديق في وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج عن صمته وانبرى سائلا : انشدكم بالله أيكم وليه؟

فاشار جماعة منهم إلى « أبي طالب » وقالوا : هذا وليه.

فقال « ابو طالب » : إنه ابن أخي ، سلني عما بدا لك.

فقال « بحيرا » : إنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم ، نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه رحمة للعالمين. إحذر عليه اليهود لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليقصدن قتله (1).

هذا وقد اتفق اكثر المؤرخين على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتعد تلك المنطقة ، وليس من الواضح أن عمه « أبا طالب » بعثه إلى مكة مع أحد ، ( ويستبعد أن يكون عمه قد رضي بمفارقته منذ أن سمع تلك التحذيرات من الراهب بحيرا )، أم أنه اصطحبه بنفسه إلى مكة ، وانثنى عن مواصلة سفره إلى الشام (2).

وربما قيل أنه تابع بحذر شديد سفره إلى الشام مع ابن اخيه « محمد ».

اكذوبة المستشرقين :

لقد آلينا على أنفسنا في هذا الكتاب ان نشير إلى أخطاء المستشرقين وغلطاتهم بل وربما أكاذيبهم ، واتهاماتهم الباطلة ، وشبههم الواهية ليتضح للقراء الكرام الى أي مدى يحاول هذا الفريق إرباك أذهان البسطاء من الناس ، وبلبلة عقولهم حول قضايا الإسلام!!

إن قضية اللقاء الذي تم في بصرى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والراهب « بحيرا » لم تكن سوى قضية بسيطة ، وحادثة عابرة وقصيرة ، إلا أنها وقعت في ما بعد ذريعة بايدي هذه الزمرة ( المستشرقون ) فراحوا يصرون أشد اصرار على أن

Halaman 232