Pedang dan Api di Sudan
السيف والنار في السودان
Genre-genre
فقال المادبو: «أشكرك وأدعو الله أن يقويك وأن يرعاك في المستقبل كما رعاك في الماضي.»
فقلت له: «إني أضع ثقتي في الله، ولكني أجد من المشقات أن أتحمل ما أنا فيه، وإن كان لا بد من تحمله.»
فقال: «كلا، كلا، أنا عربي، ولكن اسمع ما أقوله لك؛ كن مطيعا صبورا، عليك بالصبر؛ فقد قيل: إن الله مع الصابرين.
والآن أخبرك أني جئت إليك لكي أطلب منك شيئا؛ وهو أن تقبل مني جوادي عربونا للصداقة بيني وبينك وأنت تعرفه وهو «صقر الدجاج».»
وقبل أن أجد الوقت للإجابة غادرني، وبعد دقائق قليلة عاد ومعه جواده، وكان من أجمل وأكرم خيول القبيلة، ثم سلمني رسنه، فقلت له: «لست أقصد إهانتك برفض هديتك، ولكني أخبرك أنه لم تعد لي به حاجة، وإني لن أركب كثيرا في المستقبل.»
فقال: «ومن يدري، اللي عمره طويل بيشوف كتير، فأنت ما زلت شابا وستركب كثيرا إن لم يكن هذا الجواد فجوادا آخر.»
فقلت: «قد يكون ما تقول هو الصواب ولكن هل تقبل مني أنت أيضا هذه الهدية؟»
قلت ذلك وأشرت إلى طبول الحرب التي كنا غنمناها منه، وأخذها خادمي وسلمها له، ووضعت على الطبول سيفا آخر قدمته أيضا هدية مني، وقلت: «لا تزال هذه الأشياء ملكي اليوم، ولذلك يمكنني أن أهديها إليك، أما في الغد فلا أعرف من يملكها.»
فقال: «إني أشكرك وأنا أتقبلها بكل سرور، لقد غنمها رجالك منا ولكن العرب تقول: الرجال ستراده وراده. وهذا حق، فكم من مرة قاتلت وفررت ولكني كنت أعود فأكر وأنجح.»
وأمر المادبو رجاله بحمل الطبول وخرج وهو مسرور، وقد أثر حديثه في وتذكرت كلامه عن الصبر وأن «اللي عمره طويل بيشوف كتير».
Halaman tidak diketahui