Pedang Terhunus
السيف المسلول القاطع لشبهات المخذول
Genre-genre
فإذا علمت هذا فاعلم يا من يعقل الخطاب أن أي حديث منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالف القرآن العزيز المصرح بخلود العصاة الفاسقين الذين لم يتوبوا من ذنوبهم العظام ويخالف الأحاديث التي رواها المؤالف والمخالف المتواترة التي تنص على أن الزاني والسكران واللوطي وتارك ما أوجبه الله عليه من الطاعات إذا مات ولم يتب مخلد في النار ؛ أي حديث مخالف لما مر مردود لأن القرآن لا يتعارض مع كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأن القرآن حجة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حجة وحجج الله لا تتعارض .
فيأيها العقلاء ؛ إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيشفع للفاسقين فلماذا أمرنا بالتوبة والإنابة والرجوع إليه ؟!
ثم إن الله يقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوف يشكو أمته، وهو ينافي أن يتوسط لمذنبيها ؛ قال تعالى حاكيا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه : (( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) [ الفرقان : 30 ].
واعلم أن هؤلاء يقولون إن الزاني واللوطي والسكران وآكل أموال الناس ظلما والقاتل تعديا وشاهد الزور سوف يشفع لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ولو كانت هذه الكبائر في رجل واحد .
قال المخالف : قوله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )) [ الجن : 23 ] ؛ يدل على أن المعصية هنا ليست على إطلاقها بل المقصود معصية الله في عدم الإيمان به وبرسوله .
قلت : هذه الآية غير آية النساء المتقدمة ، ومع هذا فيجب حمل الآية على عمومها ، وكون الآية هنا واردة في سياق خطاب الكفار لا يقصر عليهم لأن العبرة بدلالة اللفظ ، واللفظ هنا للعموم إلا دليل يدل على خلاف ذلك كما ثبت في آيات الطلاق وغيرها فإن شيئا من ذلك لم يقصر على سببه الذي ورد عليه .
Halaman 34