Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
قدم المجتمع الحديث تجربة واسعة النطاق في سيكولوجيا التلاعب بالعقول، وهي تجربة سلوكية تضع هذه السيكولوجيا ومبادئها على المحك. وقد جاءت نتائج التجربة مخيبة للآمال، فلم ترتفع نسبة الاضطرابات العصابية ولا الذهانية أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي فترة بلغت فيها الضغوط الفيزيولوجية والسيكولوجية ذروتها (نستثني من ذلك التأثيرات الصدمية المباشرة من قبيل عصاب الحرب). ومن الجهة الأخرى أفرخ المجتمع الغني المتخفف من الضغوط عددا غير مسبوق من الحالات النفسية. وبات من المؤكد أنه في ظروف الإشباع التام للحاجات البيولوجية والتخفف من التوتر تظهر أشكال جديدة من الاضطراب النفسي مثل العصاب الوجودي، والسأم الخبيث، وعصاب التقاعد، وهي صور من الاختلال الوظيفي النفسي تنجم لا عن كبت الدوافع، ولا عن عدم إشباع الحاجات، ولا عن الضغوط، بل عن فقدان المعنى في الحياة. وهناك شكوك (وإن لم يتحقق ذلك إحصائيا) بأن يكون ارتفاع نسبة الفصام هو نتاج للتسيير الخارجي الذي يوجه الإنسان في المجتمع الحديث. ومن المؤكد أنه في مجال اضطرابات الشخصية قد ظهر نمط جديد من جنوح المراهقة، هو ارتكاب الجرائم لا بدافع الحاجة أو الانفعال بل بدافع التسلية واللهو، وهي رغبة يخلقها فراغ الحياة. وكما يقول إريك فروم: السأم هو مرض العصر وأصل العنف في الحرب وفي الجريمة.
هكذا انتهت السيكولوجيا النظرية والتطبيقية إلى وهن في الأسس، واقترن الضجر من المبادئ الأساسية بنزوع إلى توجه جديد يعيد الأمور إلى نصابها. عبر هذا النزوع الجديد عن نفسه بطرق مختلفة، فظهرت مدارس الفرويدية الجديدة، وسيكولوجيا الأنا، ونظريات الشخصية (مري، أولبورت)، والتقبل الذي جاء متأخرا لعلم نفس النمو وسيكولوجيا الأطفال (بياجيه، فرنر، شارلوت، بوهلر)، والنظرة الجديدة في الإدراك، وتحقيق الذات (جولدشتين، ماسلو)، والعلاج المتمركز على العميل (روجرز)، والمداخل الفينومينولوجية والوجودية (بنسفنجر، بوس، ماي)، والمفاهيم السوسيولوجية للإنسان (سوروكين)، وغيرها. تشترك هذه التيارات المتباينة في مبدأ واحد: النظرة إلى الإنسان لا بوصفه آلة منفعلة، بل بوصفه نظاما شخصيا فاعلا.
من أجل ذلك كان الشغف الحالي بالنظرية العامة للأنظمة، ومن أجل ذلك انعقد عليها الأمل بأن تسهم في إيجاد إطار واف بالغرض لكل من علم النفس وعلم النفس المرضي.
12 (1-7) نظرية الأنظمة والسيبرنطيقا
تتسم العلاقة بين نظرية الأنظمة والسيبرنطيقا بالغموض والدقة. وكثيرا ما يساء فهمها ، بل ربما بلغ الخلط بينهما عند البعض حد استخدام كلمة سيبرنطيقا كمرادف لنظرية الأنظمة.
أما السيبرنطيقا
cybernetics ، وهي علم أنظمة الاتصال والتحكم والسلوك المنضبط سواء في الحيوان أو الآلات، فنموذجها الأساسي هو مخطط التغذية الراجعة
feed-back :
مثير ←
رسالة/رسالة ←
Halaman tidak diketahui