Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
ثمة تحول كبير في «النموذج الإرشادي»
paradigm
وتيار آخر من الفكر آخذ مجراه خلال العقود الأخيرة، ذلك هو الفكر الإيكولوجي. والأصوب أن نسميه «الوعي الإيكولوجي»؛ لأنه يقف على النقيض من الفكر العلمي التقليدي الذي يقوم على التجزئة والتحليل ويعوق، بحكم طبيعته ذاتها، فهم الأنظمة الإيكولوجية. لقد أدى بنا الحماس الزائد للمنهج العلمي والفكر العقلي إلى مواقف واتجاهات غير إيكولوجية، فالفكر العقلاني التقليدي هو فكر «خطي»
linear ، بينما ينشأ الوعي الإيكولوجي عن حدس عميق بالأنظمة غير الخطية. إن من أصعب الأمور على أهل ثقافتنا أن يدركوا حقيقة أنك إذا فعلت شيئا صالحا فإن المزيد من نفس الفعل لن يكون بالضرورة أصلح. هذا هو جوهر الفكر الإيكولوجي، فالأنظمة البيئية تحفظ نفسها في توازن دينامي قائم على دورات وإيقاعات. هذه الدورات والإيقاعات هي عمليات غير خطية. ونحن حين نتمادى في مشروعات خطية من قبيل النمو الاقتصادي والتقني اللانهائي، أو حين نراكم نفايات نووية ذات إشعاع هائل الأمد، فإن فعلنا سيؤدي بالضرورة إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي، وإن عواقبه ستكون وبالا عاجلا أو آجلا.
لن ينشأ الوعي الإيكولوجي إذن ما لم نقرن معرفتنا العقلية بشيء من حدس الطبيعة غير الخطية لبيئتنا. كانت هذه الحكمة الحدسية صفة متأصلة في الثقافات التقليدية يوم كان الإنسان على صلة مباشرة بالطبيعة من حوله. أما اليوم وقد بلغت التقنية مداها، فقد بات الإنسان يعيش في بيئة مصطنعة وفقد الاتصال بأصله الإيكولوجي والبيولوجي، وصار يعاني من تفاوت كبير بين نموه العلمي والتقني من جهة ونموه الروحي والخلقي من جهة أخرى،
4
وكأن السيد قد صار عليلا هزيلا لا يقوى على قياد كلبه المريد الذي يشده إلى بقاع خطرة يمكن أن تودي بحياته. (1-3) موجز للنظرية العامة للأنظمة
تذهب النظرية العامة للأنظمة إلى أن العالم يتكون من تراتب هرمي من الأنظمة العينية تعرف بأنها تجمعات من المادة والطاقة تنتظم في هيئة مكونات أو أنظمة تحتية متعالقة متفاعلة معا وموجودة في «متصل زماني-مكاني»
time-space continuum
عام. في هذا الإطار التصوري يطلق اسم «نظام» على ذلك الكل المتكامل الذي لا يمكن أن ترد خواصه إلى خواص أجزائه.
Halaman tidak diketahui