Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
لم يستطع برتالانفي أن يحل هذه المعضلة، غير أنه اتخذ الخطوة الحاسمة الأولى حين أدرك أن الكائنات الحية هي «أنظمة مفتوحة»
open systems
لا يمكن للديناميكا الحرارية الكلاسيكية أن تصفها. وقد أسمى هذه الأنظمة «مفتوحة» لأنها تحتاج إلى أن تتغذى على فيض مستمر من المادة والطاقة من بيئتها كيما تبقى على قيد الحياة. يقول برلاتالانفي:
ليس الكائن العضوي بالنظام السكوني المغلق على الخارج والمكون دائما من نفس المكونات، بل هو نظام مفتوح في حالة (شبه) الثبات؛ حيث المادة واردة إليه من البيئة الخارجية وصادرة منه إلى تلك البيئة، بشكل مستمر وبدون توقف.
1
وعلى خلاف الأنظمة المغلقة التي تظل في توازن حراري، فإن الأنظمة المفتوحة تحفظ نفسها بعيدا عن التوازن، في هذه الحالة من الثبات الديناميكي القائم على التدفق المستمر والتغير الدائب. ومن هنا كانت الديناميكا الحرارية الكلاسيكية غير ملائمة لوصف الأنظمة المفتوحة.
وما دام القانون الثاني لا ينطبق على الأنظمة المفتوحة حيث الإنتروبي (الفوضى) في تناقص لا في ازدياد، فلا بد للعلم الكلاسيكي من أن يكتمل بديناميكا حرارية جديدة للأنظمة المفتوحة. غير أن التقنيات الرياضية اللازمة لهذا التوسع لم تكن متاحة لبرتالانفي في الأربعينيات. وكان على هذا العلم الجديد أن ينتظر حتى السبعينيات عندما تمكن إليا بريجوجين
Ilya Prigogine ، باستخدام صنف جديد من الرياضيات، من أن يعيد تقييم القانون الثاني ويحدث انقلابا في النظرة العلمية حول النظام والفوضى ويحل معضلة النظرتين المتناقضتين للتطور حلا لا لبس فيه.
كشف برتالانفي أيضا أن خصائص الثبات هي بعينها خصائص عملية الأيض؛ مما أفضى به إلى افتراض «التنظيم الذاتي» كخاصية أساسية أخرى للأنظمة المفتوحة.
كانت رؤية برتالانفي حول «علم عام للكيانات الكلية» قائما على ملاحظته بأن مفاهيم الأنظمة ومبادئها يمكن أن تنطبق على ميادين مختلفة من البحث: «فالتوازي القائم بين التصورات العامة، أو حتى القوانين الخاصة، في مختلف المجالات هو تواز ناجم عن أن هذه المجالات تتناول «أنظمة» وأن هناك بعض المبادئ العامة تنطبق على الأنظمة بغض النظر عن طبيعتها.» وبما أن الأنظمة الحية تغطي نطاقا هائلا من الظواهر يشمل الكائنات العضوية الفردة وأجزاءها، والأنظمة الاجتماعية، والأنظمة الإيكولوجية (البيئية)، فقد أيقن برتالانفي أن من شأن النظرية العامة للأنظمة أن تقدم إطارا نظريا مثاليا لتوحيد الأفرع العلمية المختلفة التي غدت منعزلة ومتشرذمة.
Halaman tidak diketahui