Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
conversion .
بوسعنا أن نتبين هذه الدعوى بوضوح حين نأخذ باعتبارنا فرضية أساسية تقوم عليها: ليس ثمة شيء من قبيل اللغة المحايدة للخبرة، فالملاحظة لا تنتظمها لغة تصلنا بالخبرة صلة مباشرة، إنما تعتمد اللغة على النظرية التي تنتمي إليها وتتشكل بها. ومن هنا تتعذر مقارنة نظريتين مختلفتين، ويدعم كون استنتاجاته إذ يهيب بسيكولوجية الإدراك، مشيرا إلى أن الإدراك الحسي يعتمد على الإشراطات السابقة، الأمر الذي يجعل من الممكن لشخصين مختلفين أن يريا شيئين مختلفين رغم أنهما يتلقيان نفس المنبه، هكذا يتدخل «التعلم»
learning
في عملية الإدراك الحسي ويتحكم في طريقة فهمنا للعالم.
يخلص كون إلى أن أولئك الذين يضعون نظريات غير قابلة للمقايسة لن يسعهم أن يتواصلوا فيما بينهم حول هذه النظريات. ليس هذا فحسب، بل إنهم لن يكون بإمكانهم حتى أن يبرروا اختلافهم. يقول كون إن الأشخاص الذين يقفون في نفس المكان وينظرون في نفس الاتجاه يتلقون بالضرورة نفس المنبه، غير أن ما «يرونه» ليس المنبه بل «الإحساس».
113
وفي المسافة الفاصلة بين المنبه والإحساس ثمة نوع من التكييف/التشريط
conditioning
يضطلع به التعلم السابق، بحيث إن أولئك الأشخاص الذين ينشئون في مجتمعات مختلفة سوف يمضون في حياتهم كما لو كانوا يشاهدون أشياء مختلفة. يعني ذلك أن من الممكن وجود خطابات مختلفة عن الواقع رغم أن مخططا تصوريا واحدا قد يبقى ثابتا متنقلا من جيل إلى جيل. ترتبط هذه النسبية التصورية ارتباطا وثيقا بالنسبية الثقافية ما دامت المشاركة في التعلم لا تعدو أن تكون المشاركة في الاهتمامات وفي اللغة وفي الثقافة. ويرى النسبيون أن لآليات الإدراك الحسي قيمة بيولوجية كبيرة؛ ذلك أننا نتناقل فيما بيننا أساليب الرؤية التي ثبتت فعاليتها في تنظيم سلوك الجماعة بشكل إيجابي والتي مهدت السبيل لهذا النظام لأنها تقدم تكيفا أفضل مع البيئة.
إذا كانت عملية تعلم الإدراك الحسي عملية اجتماعية تخص كل جماعة على حدة، نكون الآن بصدد موقف شبيه بما يحدث في المناقشات العلمية قبيل الثورات العلمية. ثمة صعوبات كبرى تواجهنا حين نحاول تأصيل التواصل مع ثقافة مختلفة وتفهمها وتأويلها، فاللامقايسة القابعة بين اللغات التي تمثل مداخل مختلفة إلى الواقع تحول بيننا وبين قيام أي نوع من «الحوار» مع الثقافات الأخرى، وإذ يمتنع الحوار فإن توماس كون يرى أن كل ما بوسع الأطراف أن تفعله هو أن يدركوا أنهم أعضاء مجتمعات مختلفة ذات لغات متباينة، ثم يصبحوا مترجمين.
Halaman tidak diketahui