Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
Mediation : المفاهيم ليست حجابا
من الحجج الشائعة لفصائل عديدة من النسبية، شاملة نسبية قيمة الصدق ونسبية الواقع، حجة تدور على ما يمكن أن نسميه «مشكلة التوسط»
the mediation problem . تتخذ هذه الحجة أشكالا متنوعة، غير أن فكرتها الأساسية تمضي هكذا: نحن مرتهنون داخل تصوراتنا أو اعتقاداتنا أو معاييرنا الإبستيمية، ومرتهنون داخل أطرنا بطريقة تحول دون أن نفحصها لنرى ما إذا كانت تنطبق على الواقع. أنا حبيس مفاهيمي ولغتي، تقف تصوراتي وأفكاري حجابا بيني وبين العالم «القائم هناك»، ولست موقنا بما إذا كان هناك في الواقع ما يناظر أفكاري الخاصة عنه، بل إنني لا أملك أن أفكر بدون مفاهيم (أو أتحدث بدون ألفاظ). ومن ثم فنحن لا نملك أن نخرج من تصوراتنا (أو كلماتنا) لكي نقيم مدى انطباقها مع العالم كما هو في الواقع وبمعزل عن اللغة والفكر.
وقد مضى الفيلسوف الأمريكي ريتشارد رورتي بهذه الفكرة إلى مداها، فذهب إلى أن ليس هناك شيء من قبيل الحقيقة الموضوعية الخالصة، وليس لدينا أي منفذ إلى أي حقيقة بمعزل عن اللغة؛ ذلك أن فكرة الحقيقة الموضوعية الخالصة المستقلة عن أي وصف لغوي هي فكرة مستحيلة؛ لأن هذه الفكرة ذاتها لا يمكن أن تقوم إلا داخل أداء لغوي معين. إن حديثنا عن الواقع هو دائما حديث عن «واقع تحت وصف ما»، وكل حقيقة يمكننا امتلاكها إنما هي حقيقة في ثوب لغوي، حقيقة مرتهنة لوصفها ذاته ومتأثرة بالتالي بسمات اللغة الواصفة وأحكامها وضوابطها. إنما نحن سجناء الإطار ولا وجه للحديث عن أي شيء مستقل عن الإطار.
غير أن خصم النسبية يمكنه أن يرد على هذه الحجة بأن تصوراتنا، في الأحوال المعتادة، ليست حجابا بل هي التي تتيح لنا أن نتعرف على الأشياء ونتعقلها. مثال ذلك أن مفهوم «كلب» يتيح لي أن أتعرف على أفراد الكلاب وأميزها وأفكر عنها، ولكنه لا يقف بيني وبين كلبي. بوسعي في الأحوال العادية أن أنظر فحسب فأرى أن هناك كلبا أمامي.
نعم من الممكن وجود أطر مختلفة من المفاهيم، وصحيح أن من المحال علينا أن نتحدث بدون لغة أو بدون مفاهيم، ولكن ما أن تستوي لدينا ذخيرة من المفاهيم أو التصورات حتى تكون الحقيقة في الأغلب واضحة وموضوعية تماما. وما دمنا لا نصر على وجود رواية واحدة صادقة عن العالم مروية وفق معجم صحيح واحد من المفاهيم، فليس يلزمنا أن نتحقق مما إذا كانت مفاهيمنا هي تلك المفاهيم الصحيحة، وإنما يلزمنا أن نتحقق مما إذا كانت اعتقاداتنا أو عباراتنا (في إطار مفاهيمنا أو ألفاظنا) صادقة. وليس من الضروري أن نذهب إلى «منفى كوني محايد» أو أن نعثر على «نقطة أرشيميدية» خارج كل اللغة والفكر من أجل أن نفعل ذلك. إنه شيء نفعله في كل وقت، شيء صحيح من موقعنا الحالي. فبمجرد أن يتكون لدي مفهوم الكلب، على سبيل المثال، يكون من الحق والصدق، حقا وصدقا واضحا لا إشكال فيه في أغلب الأحيان، أن هناك كلبا في الزاوية! (4-4) الدحض الذاتي
Self-Refutation «الصدق»
truth
هو نقطة ضعف النسبية، هو مقتلها و«كعب أخيلها»،
112
Halaman tidak diketahui