Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
ومن البين أن نسبية الواقع تؤازر وتدعم أصنافا أخرى من النسبية. تقوم نسبية الواقع على أن مفاهيمنا واعتقاداتنا المركزية تشكل (تشيد) العالم كما نعرفه، وأن أية فكرة عن عالم موضوعي بشكل مستقل تماما عن طريقة معرفتنا له هي فكرة فارغة وعابثة. فإذا صح ذلك لأغرانا بأن نستنتج أن الفكرة الوحيدة غير الفارغة وغير العابثة حول الحقيقة/الصدق هي حقيقة عن الأشياء منسوبة إلى إطارنا التصوري ومرتبطة به. حين نقول مثلا إن «العشب أخضر.» فإن هذه العبارة صادقة لأنها «تتطابق» مع الحقائق أو تتلاءم مع العالم. ولكن حيث إن العالم الوحيد الذي يسعنا أن نتحدث عنه أو نفكر فيه هو عالم إطارنا الخاص فلا مناص لنا من أن نستنتج أن العبارة تتطابق مع حقائق ذلك العالم. إن محددات الصدق نسبية تتوقف على الأطر؛ ومن ثم فإن الصنف الوحيد من الحقيقة الذي يمكننا أن نأمل في اكتشافه هو الحقيقة «داخل» إطار ما و«بالنسبة إلى» إطار ما. (10) «نسبيات أخرى»: ثمة دعاوى شائقة حول نسبية أمور أخرى مثل: المعايير الجمالية، العواطف، بنية الشخصية، الذاكرة، استراتيجيات حل المشكلات، الدافعية، اتخاذ القرار، الإدراك الاجتماعي، بل حتى الحس الفكاهي. وسوف نجتزئ هنا بحديث مقتضب عن نسبية الذوق الجمالي ونسبية الذاكرة.
نسبية التذوق الجمالي
يبدو أن هناك تنوعا هائلا بين الناس فيما يحبونه ويستمتعون به ويقدرونه؛ فبعض الناس يحبون الموسيقى الكلاسيكية وبعضهم لا يميل إليها، وبعض الناس ينفق مبالغ ضخمة من المال لحضور الأوبرا، وبعضهم لا يسهل استدراجه إلى هناك، وبعض الناس يقرأ الشعر بحماس وشغف عظيمين وبعضهم يقول «لا أحب الشعر.»
ترى ما هي الاستجابة النظرية الملائمة بإزاء هذا التعدد في تقييم الفن وتقديره؟ لم يثر سؤال في علم الجمال قدر ما أثار هذا السؤال من أجوبة متباينة.
من بين هذه الاستجابات استجابة تعمد إلى حل المشكلة بإنكارها؛ أي بإنكار التعدد ذاته! وترى أن الفروق الظاهرية في الذوق أو الميل إنما تعكس فروقا في إلف الناس للأعمال الفنية المختلفة وفروقا في القدرة على تناولها وإدراكها. إنها دعوى لا تخلو من صدق؛ فأنت على أية حال لا يسعك أن تحب الأوبرا إذا لم تكن قد سمعت أو رأيت واحدة منها في حياتك، ولا يسعك أن تقرأ الشعر باستمتاع ولذة إذا كنت تجهل القراءة.
81
هناك نزعة نسبية ذاتية في الجمال (تذكرنا بالنزعة النسبية في الأخلاق) ترى أن الجمال هو شيء تضفيه الذات على الموضوع ولا يضفيه الموضوع على الذات؛ ومن ثم فلا وجه للموضوعية والإطلاق هنا ولا معنى. هذه النزعة الذاتية النسبية يوجزها المثل اللاتيني «لا مشاحة في الأذواق»
de gustibus non est disputandum ، وكذلك المثل الشائع «إن الجمال إنما هو في عين الناظر »
Beauty is in the eye of the beholder . ويعتبر دوكاس
C. J. Docasse
Halaman tidak diketahui