Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
دراسات عبر-ثقافية
لم تنقطع التجارب البحثية الخاصة بتأثير الثقافة في الإدراك الحسي منذ تجارب مضيق تورس
64
الشهيرة وحتى الآن. وكذلك التجارب الخاصة بتأثير المفردات اللغوية الخاصة باللون على إدراك الألوان (وقد عرضنا له في بحثنا حول النسبية اللغوية). ولعل من أهم هذه التجارب تجربة سيجول وزملائه عن قابلية الخداع البصري عند الثقافات المختلفة، والتي ألمحت إلى أن الشعوب الأوروبية أكثر قابلية لخداع «ميلر-لاير» من الشعوب الريفية غير الأوروبية. ومن الفروض المفسرة لهذه الظاهرة أن الشعوب الغربية تعيش في عالم «منجور» بالأشكال المستطيلة والخطوط المستقيمة والأركان المربعة، فتعلمت أن تنظر إلى الرسوم الثنائية الأبعاد كرسوم ثلاثية الأبعاد ذات عمق ومنظور، مما يؤدي بهم إلى الوقوع في خداع «ميلر-لاير».
ومن جهة أخرى أجريت دراسات على شعوب تعيش في عالم «غير منجور» وأقل احتواء على المستطيلات والزوايا القائمة، فوجد أن شعب الزولو
Zulu
على سبيل المثال، وهو شعب يعيش في أكواخ دائرية ويحرث حقوله في دوائر لا في صفوف مستقيمة، هو أقل قابلية لخداع ميلر-لاير (وإن يكن أكثر قابلية لضروب أخرى من الخداع البصري). وقد خلص الباحثون إلى أنهم تمكنوا من إثبات أن الثقافة تؤثر على الإدراك الحسي، وذلك عن طريق تربية عادات استدلال حسي تعمل عملها في الظروف التي تتسم بالغموض.
65
نسبية الإدراك - فقرات مأثورة
يقول الفيلسوف الأمريكي شارلس ساندرز بيرس: إن الإدراك الحسي هو في حقيقة الأمر ضرب من التأويل أو الاستدلال (مثلما قال هلمهولتز من قبل):
Halaman tidak diketahui