Suara Dalam: Bacaan dan Kajian dalam Falsafah dan Jiwa
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genre-genre
فيبقى عاجزا عن الإملاء بأي تقريرات عن الواقع ما دامت قدرته على الوصف الصحيح للواقع محل شك.
33
وبنفس القياس فإنه إذا صحت فرضية ورف لامتنع فهم التصورات القائمة في إحدى اللغات بلغة أخرى، ما دام الناطقون باللغة الأولى مقيدين بمنظومة قواعد مختلفة عن منظومة الناطقين باللغة الأخرى. غير أننا جميعا نعرف أن اللغات قابلة للترجمة فيما بينها إلى حد لا بأس به (باستثناء حالات قليلة من الشعر والفكاهة وغيرها من ضروب القول الذي يذهب بالترجمة؛ أي الذي تمحوه الترجمة).
ويرى بعض نقاد ورف أنه بعرضه لنظريته يكون قد قوضها بطييعة الحال. إنه يدحض حجته ذاتها إذ يترجم عن لغة الهوبي، وإذ يقدم تصورا لشيء ينبغي، «بحكم الفرضية»
ex hypothesi ، أن يند عن التصور! فإذا كان بمقدور ورف تصور ما تشبه أن تكونه الفيزياء عند الهوبي، فلماذا يفترض استحالة ذلك على غيره من الناطقين بالإنجليزية؟ وإن واقعة أنه استطاع ترجمة كلمات من الإسكيمو والأزتك هي بحد ذاتها دليل على أن بوسعنا أن نرى العالم من منظور الإسكيمو والأزتك! وإذا كان معجم الإسكيمو يتمتع بمفردات كثيرة عن أصناف الثلج فإن بإمكان اللغات الأخرى أن تنقل الأوصاف نفسها باستخدام جمل بأكملها أو أشباه جمل بدلا من اللفظة المفردة. وإذا كنا نفتقر إلى المفردات الثلجية فإنما يرجع ذلك إلى نفس السبب الذي نفتقر به لجرافات الثلج: وهو أننا بغير حاجة إليها. وحقيقة الأمر أن أولئك الذين يحتاجون إليها من بيننا (مثل محترفي التزحلق على الجليد) يخترعونها. بوسع المتزحلقين على الجليد إذن أن يميزوا «درجات» مختلفة من الثلج، وبوسع الواحد منا أن يتحدث مثلا عن درجات اللون التي تلزمه: الأزرق الداكن، والفاتح، والسماوي ... إلخ. فإذا ما كان مصورا فإن لديه نطاقا كاملا من الأزرق، وحين تنفد الأسماء وتقصر عن أن تغطي جميع الدرجات الممكنة يلجأ المصورون إلى الأرقام لتحديد ألوانهم. كذلك الحال بالنسبة لقبائل الأزتك التي لا تعرف غير لفظة واحدة للثلج والبارد، فلو افترضنا حلول عصر جليدي آخر لدبر الأزتك فنونا من الحديث عن البارد.
ذلك وقد دلت دراسات أحدث للغة الهوبي أنها تتضمن عدة أزمنة وتشتمل على وسائل معقدة لتسجيل الوقائع والأحداث. ودلت دراسات أخرى عن لغة الإسكيمو أنها تتضمن حوالي اثني عشر لفظا لأصناف الثلج، وهو عدد لا يزيد كثيرا عما تتضمنه كثير من اللغات الأخرى . وحتى لو افترضنا أن لغة الإسكيمو تشتمل على مئات المفردات لأصناف الثلج فإن ذلك لا يفيد بأن لغتهم تشكل خبرتهم بالعالم، وإنما يفيد بأن خبرتهم بالعالم هي التي تشكل لغتهم.
والحق أن المساجلات الحديثة حول اللغة والفكر كثيرا ما أومأت إلى عكس القضية ليتحول النقاش إلى دور الفكر في تشكيل اللغة. من ذلك ما أشار إليه واسن وجونسون-ليرد من أن الفكر يحدد اللغة وليس العكس؛
34
فاللغة تقوم بدور المرآة العاكسة للخبرة والتجربة، وهي ليست حرة في تأسيس أو إقامة التصنيفات أو الفئات المعرفية.
لغة الفكر
Halaman tidak diketahui