واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر
6
وألفيا
7
سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم .
في هذه الآية قاعدة قصصية يقدمها القرآن في روعة فنية أخاذة. وقدت قميصه من دبر إذا قرأت هذه الجملة دون أن تكون عارفا ببقية القصة ما ألقيت أدنى اهتمام، إنها كلمات ألقيت، وكأنما ألقيت عن غير عمد. هذا هو التمهيد الفني للحدث في أروع صوره. ثم أرأيت إلى المفاجأة الواقفة عند الباب؟ تصورها إذا كنت تقرأ هذه القصة دون أن تكون عارفا ببقيتها .. زوجة تراود رجلا عن نفسه .. ثم تفاجأ بزوجها عند باب الغرفة المغلقة. مفاجأة آخذة لا تكاد تفيق منها. حتى تشدك مفاجأة أخرى أقسى وأنكى .. ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم. إذن فقد ألقت التهمة جميعها على يوسف في سرعة خاطفة؛ فلم يقل القرآن فكرت ماذا تفعل، أو حاولت في أمرها وأمر ذلك الرجل معها. لم يقل شيئا من هذا، وإنما صك النفوس بالتهمة في مفاجأة فنية مذهلة. وتمضي القصة بعد ذلك في فنية بارعة، وفي إيجاز أعجب.
قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين * فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم .
أرأيت محاكمة الدليل فيها قاطع مثل هذا .. ثم أرأيت الكلمة التي ألقيت إلقاء وكأنها غير متعمدة ماذا أصبحت الآن؟ إنها براءة يوسف مما وجه إليه من اتهام. ثم أرأيت الحكم الذي أصدره الزوج كيف كان مانعا جامعا؟ إن كيدكن عظيم .. حكم أطلق في وجه النساء جميعا .. غير مخصص للزوجة الخائنة.
وحين تثير نسوة المدينة حديث زوجة العزيز ويوسف تدعوهن:
فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا
Halaman tidak diketahui