53
وفي صباح اليوم الثالث حملني التاكسي إلى نفس الهدف، وذكرت في الطريق المرأة الغريبة فتمثلت لعيني بوجهها الغليظ وجسمها القصير المكتنز. ولم أكن أذكرها لأول مرة ذاك الصباح، فقد لاحت لخاطري في البيت وأنا آخذ زينتي أمام المرآة، فكانت داعيا لمضاعفة العناية بتمشيط شعري وعقد رباط رقبتي، وتولاني إحساس بالخجل والذنب والقلق، وألقيت تبعة هذه الورطة على رباب وسوء تصرفها الذي ساقني إلى هذه المراقبة الحمقاء! ولكن هل أستطيع أن أتمنى عدم ظهورها في الشرفة صادقا؟ هل يمكنني احتمال يوم الانتظار الطويل بغير وجودها، وبغير وقاحتها الممتعة؟ واتخذت مجلسي من القهوة فجاءني النادل ذو الجلباب الباهت، والطاقية المائلة إلى قذاله كاشفة عن ذؤابة متصلبة، والنعل المنجرد، وحياني تحية لعله لا يلقيها إلا للزبائن القدماء، فطلبت القهوة التي أحسوها بتقزز واستكراه، وتساءلت ممتعضا: ماذا وراء هذا التجسس المقيت؟! ألا يجمل بي أن أقلع عما أخذت نفسي به ظلما وسوء ظن؟ لقد عاشت زوجي يومين كاملين في متناول بصري فهل وقفت منها على ما يريب؟! هل لاحظت عليها ضيقا أو تبرما؟ أليس كالعهد بها صفاء ومودة وسعادة؟! وطاب لي الفكر فداخلني شعور بالطمأنينة والارتياح، ومر وقت فسارع إلي الملل، ونظرت في الساعة، ترى هل أستخبرها عما فات من زمن أم أسألها متى تفتح النافذة؟ ومهما يكن من أمر فقد فتحت النافذة ولاحت وراءها المرأة بغلاظتها وتبرجها. اتسعت عيناها البارزتان دهشة ورفعت حاجبيها المزججين كأنها تقول: «أما زلت ملازما مكانك!» ثم خفضت رأسها لتواري عن عيني ابتسامتها، وخفق قلبي خفقانا سريعا في سرور، وعاودني الخجل من نفسي فجعلت أقول لضميري بأنني لا أتطلع لإثم، وإن مثلي حقيق بأن يسر إذا ما وجد من امرأة اهتماما. أجل إني بريء، وما جئت هذه القهوة إلا لغرض لا شأن له بهذه المرأة، وسأنقطع بعد يوم أو يومين عن هذا الحي كله فلا أعود أذكرها بخير أو بشر. أما المرأة فقد اختفت من النافذة، ثم فتحت الشرفة ودخلت بكرسيها، وجلست في الركن المواجه لي، وفي عينيها ابتسامة من لم يعد بحاجة إلى تعارف. بت اليوم أقدر على احتمال هذا الموقف، ولكنني ما زلت أتظاهر بالنظر إلى الطريق العام مختلسا من آن لآن نظرة إلى الساقين المدملجتين خلال قضبان الشرفة الحديدية، ولم يفارقني الارتباك بل لعله تضاعف بهذه الابتسامة التي تلوح في عينيها كلما التقت عينانا، يا لها من امرأة جسور، بوسعها أن تفعل ما تشاء بلا خوف! أما أنا فليس لدي إلا غض البصر! أيدور لها بخلد أنني متزوج؟ وأنني ما جئت إلى هذه القهوة إلا كي أضبط زوجي متلبسة بجريمة الخيانة؟! ترى هل تبقى على اهتمامها بي إذا عرفت هذا كله؟ شعرت عند ذاك بخزي أليم. ثم ساءلت نفسي عنها: من تكون؟ أهي زوجة أم أرملة؟! وماذا تريد؟! وحدث أن ارتفقت المنضدة بيساري وافترشت ظاهر يدي بذقني، فما كان منها إلا أن ارتفقت حافة الشرفة بيسراها وافترشت يدها بذقنها وهي ترنو إلي في دعابة! وتلقيت الدعابة بخجل جعلني لا أرى شيئا، وأرسل قلبي ضربات عنيفة طنت في أذني. إنها تغازلني صراحة، وأشعر بأن «الرجولة» تقضي بأن أخرج من هذا الجمود؛ ولكني لا أبدي حراكا. واشتد بي الارتباك فبت في حال يرثى لها، وسحبت يسراي، وشبكتها بيمناي على صدري، فما أسرع أن سحبت يدها وشبكتها بالأخرى على صدرها وقد ازدادت ابتسامتها اتساعا. وغلبتني ابتسامة فابتسمت وأنا أطرق في خجل لا يوصف. وأطلقت هذه الابتسامة شحنة حبيسة من ارتباكي فسري عني قليلا، واستطعت أن أحس بما يستخفني من سرور، وشعرت شعورا قويا بالفارق بين عمرينا فلذني هذا الشعور، وتمنيت لو يتقهقر بي العمر إلى العشرين أو ما دونها. رباه .. إني أهوى بلا وازع، ولكني لم أعد أبالي شيئا. ولاحت مني التفاتة إلى شارع كمال فصادفت عند ناصيته شبح فتاة تنعطف إلى اليسار فحال بيني وبينها جدار القهوة. خلتني رأيت معطفا رصاصيا كمعطف رباب؛ فخفق قلبي خفقة عنيفة كاد ينخلع لها. ما الذي دعاها إلى مغادرة المدرسة في هذه اللحظة؟ وما الذي جعلها تتجه إلى اليسار على حين أن طريق المحطة إلى اليمين فيما لو فرض أن عذرا دعاها للعودة؟ .. وانتفضت قائما وهرولت مسرعا إلى الطريق العام بلا تبصر ولا احتراس، ثم نظرت صوب المنعطف الذي سارت إليه ذات المعطف الرصاصي، فرأيتها .. كانت امرأة في الخمسين تحث الخطى على الطوار! وتنهدت من الأعماق وغمغمت كعادتي كلما نجوت من مأزق: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وعدت إلى مقعدي وبي ما يشبه الإعياء والخور. لن أنسى هذه الخفقة التي كاد يتصدع لها صدري، فماذا يكون أمري لو وقع المحذور؟! ورفعت رأسي صوب الشرفة فرأيت المرأة تحملق في وجهي دهشة وعيناها تتساءلان عما حل بي؟! وارتسمت على شفتي ابتسامة! أجل أنساني الانزعاج خجلي فابتسمت. لم يعد يخفى ما بيننا من ابتسام وحديث صامت يعبر تارة بالعين وتارة بالحاجب! ولم يعد يخفى علي ما يعتلج في صدري من عاطفة جهنمية. ولو كان ما بي حب لركبني الخوف وقدرت العواقب، ولكن بدا لي الأمر واضحا لا لبس فيه، فلم تزايلني الثقة. ولبثت ساعة أو أكثر أتلقى هذا الغزل في صمت وحياء وسرور جنسي عجيب. ثم نهضت المرأة قائمة وهي تتمطى، فانفرج الروب عن صدر ريان منتفخ يكاد يتهتك من ضغطه القميص الوردي الشفاف، ثم ألقت علي نظرة وداع باسمة، وغمزت بعينها قبل أن تغيب وراء الباب، تركتني في سعير التهمت ناره ساعات الانتظار الباقية. وفي ميعاد الانصراف غادرت رباب المدرسة واتجهت كالعادة إلى المحطة، وعدنا إلى البيت كل على طريقته. ولم نخرج مساء؛ إذ زارتنا أختي راضية وزوجها فقضينا سهرة عائلية ممتعة.
54
اليوم الرابع، قالت لي رباب ونحن ننتظر الترام على طوار المحطة: سأتأخر اليوم عن ميعاد عودتي لأني سأعود زميلة مريضة تغيبت عن المدرسة من يومين.
وألقيت عليها نظرة مريبة لو رأتها لساءت العاقبة. ثم خفضت بصري بسرعة، كاظما عواطفي، وسألتها بصوت ينم عن عدم الاكتراث: أين بيتها؟ - في مصر الجديدة. - ومتى تعودين؟ - وقت الزيارة ومسافة الطريق .. لن أتأخر عن السابعة.
بدأت تتملص من ظلي الثقيل! واختلست منها نظرة فبدت لي جميلة رائعة، ثم ركبتني نزوة طارئة فتمنيت لو أهوي عليها بفأس فأشقها نصفين. وجاء الترام فصعدنا إليه وأنا في أسوأ حال، وغادرته عند محطة الوزارة وناديت التاكسي، فطار بي إلى قهوة النوبيين. واستقبلت النافذة المغلقة بنظرة طويلة، ثم عدت إلى أفكاري. تلك الزيارة في مصر الجديدة! لن أدعها تذهب وحدها. كان تصميما لا رجعة فيه، ولكن هل ينجح مسعاي؟ هبني تأثرتها إلى مصر الجديدة ثم رأيتها وهي تدخل بيتا أو عمارة، فمن يدريني بما يقع وراء الجدران؟ قد تكون في عيادة زميلة حقا، وقد تكون في أحضان عشيق! وانتفضت انتفاضة قاسية، وعضضت على أسناني حتى سمعت صريرها كالطقطقة. ولكني أبيت أن أثبط عزيمتي. لأتبعنها، فلعلي أراهما معا في الطريق، ولعلي أجد ضبط الجريمة أيسر مما أتصور. ما أفظع هذا! ولكن ما أروحه لي كذلك! فإذا لم يكن من الكارثة بد فمن الرحمة أن تقع سريعا. واستحوذ علي القلق والجزع، وأيقنت أنني لن أستطيع مع اليوم صبرا. ولاحت مني التفاتة إلى النافذة المغلقة فتعلق بها بصري فيما يشبه الاستغاثة، وتملكني إحساس عنيف بالضغط الذي يهتصرني، وتلهفت نفسي على منفذ تتسرب منه بعض الأبخرة المزمجرة في أعماقها؛ أي تنفيس ولو جر وراءه الإثم والخزي. وعند العاشرة فتحت النافذة وطالعني الوجه الغليظ بابتسامة مشرقة، وتحول انتباهي إليها فأنقذني من نفسي، وثبتت عيناي عليها في جرأة لا عهد لي بها، وانبسطت أساريري وأنا لا أدري فردت التحية بمثلها. واختفت من النافذة فسبقتها عيناي إلى الشرفة، ولكن طال الانتظار عن المعتاد، ثم بدت مرة أخرى في النافذة، فإذا بها قد ارتدت معطفا وأخذت أهبتها للخروج. وخطر لي خاطر كالبرق، هل تدعوني إلى مرافقتها إلى مكان ما؟ وغمرتني موجة من السرور والحيرة والخوف. ما أحوجني إلى هذه الدعوة! ولكن هل أترك رباب في هذا اليوم الحاسم؟! إنه بالعمر كله، وإن مصيري معلق بمصر الجديدة، فكيف أقاوم دعوة المرأة إذا دعتني؟! وفرغت المرأة من زينتها، ثم وقفت تنظر إلي في هدوء وابتسام، ونظرت إلى شيء بين يديها فتتبعها بصري، فإذا بأناملها تطوي ورقة صغيرة، ثم تثنيها من الطرفين، وتفحصت الطريق بنظرة شاملة ثم رمت بها فسقطت على كثب من قدمي .. وتناولتها بعجلة وبسطتها وقد سطع منها شذا طيب مخدر، فوجدت بها هذين السطرين: «انتظرني اليوم في تمام السابعة مساء عند الجسر في نهاية خط الترام». وداخلني ارتياح إذ إنها منحتني مهلة عن غير قصد، ولكن ترى هل يسعني إنجاز الوعد إذا ارتبطت به؟ ألا يقع في مصر الجديدة ما يعوقني عنه؟ ولم أجد فسحة للتفكير والاختيار فقد حدجتني بنظرة متسائلة وهزت رأسها مستفسرة، فلم أملك أن حنيت رأسي بالإيجاب. وابتسمت إلي ابتسامة حلوة وحيتني بإيماءة من رأسها، ثم أغلقت النافذة، فأدركت أنها ذاهبة إلى زيارة أو نحوها. هكذا ارتبطت بالموعد مدفوعا بضعفي الذي يجهل المقاومة، وإن كنت لا أدري أين أكون وقت أزوفه، وهكذا سقطت في نفس الخطيئة التي أتهم بها زوجي! أيخلق بي أن أسر بهذه الخطوة الجسور أم أندم عليها؟ وهل ينتهي اليوم بحب أو بمأساة؟ لشد ما كرهت الحياة في تلك اللحظة. واندمجت في تيار شعوري؛ ألوان من المشاعر المتناقضة من سرور إلى خوف، ومن أمل إلى يأس، ومن حماس إلى فتور، ثم علته موجة طاغية من التلهف على المغامرة لواذا من الهم الذي ينيخ علي فيكاد يخرم بي الأرض. وطويت الورقة بعد أن تلوتها عشرات المرات، ثم دسستها في جيبي. وانفرد بي الانتظار حتى فتحت الروضة أبوابها ولاحت لي رباب قادمة من بعيد. هذه هي الساعة التي أتربص بها منذ أربعة أيام هي أشقى أيام حياتي. سأتبعها ما في ذلك شك، تاركا الموعد للظروف وحدها. وتوقعت أن تميل إلى اليسار صوب محطة الترام الصاعد إلى مصر الجديدة، ولكنها عدلت إلى اليمين، إلى المحطة المعتادة التي تنتظر بها كل يوم! وأدركت لتوي أنها اختلقت قصة الزميلة المريضة لتنتحل عذرا لغيابها، واضطرب صدري اضطرابا لم أدر معه كيف أتمالك أنفاسي. هل آن لي أن أنتهي من هذا العذاب؟ ورمقتها بموقفها من الطوار بنظرة نارية وأنا أعجب لهذا الاحتشام الزائف الذي يطوي في أعماقه شرا فظيعا وفسقا مخجلا! ثم جاء دور المطاردة التي أرجو أن تكون مجدية هذه المرة، فصعدت إلى الترام، وناديت التاكسي، وجعلت ناظري إلى مقصورتها لا تتحولان عنها، ترى أين تغادر الترام؟ أين تفعل فعلتها؟ لشد ما يكبر علي أن أتصورها في أمثال هذه المواقف المريبة! ولئن تكذبني الحقيقة الواقعة وتكشف لي عن وجهها الشائه الذميم، فما يشبعني ويطفئ غلي أن أدك رأسها بأحجار هذه المدينة الهائلة، ماذا يدفعها إلى هذا الانزلاق الآثم؛ هي التي تعف عن علاقة الزوجية المشروعة؟! أم أنها لا تبغيها إلا عوجا؟! لشد ما مزقتني الحيرة، لشد ما عذبني الغضب والحقد، على أنني منيت نفسي بالراحة من هذا العذاب كله، والخلاص من هذه الحياة المرة الطافحة بالخيبة والشك. سينتهي كل شيء بعد دقائق معدودات، فلا يبقى داع لأن أسأل نفسي: أهي بريئة أم مذنبة؟ ولا يسوقني وسواس لتجشم أهوال المراقبة والتجسس، وسيخلو البيت إلا من الوجوه القديمة الآمنة، والحياة الهادئة الوادعة. أجل وددت لو أحطم الرأس الذي حطم قلبي، ولكنني أضن بنفسي عن أن تضيع بسبب امرأة آثمة. كان غضبي قويا وحشيا، ولكن حبي السلامة كان أقوى وأعمق. ألم يكن غريبا أن تدور أفكاري حول محور الخوف والسلامة حتى في تلك اللحظة المخيفة؟! وتراءت لي العتبة فتساءلت مرة أخرى: أين تغادر الترام؟ ورأيتها في محطة الميدان شأنها كل يوم، فنزلت من التاكسي خوف أن أفقدها في الميدان المكتظ. ثم رأيتها تخترقه إلى المحطة الأخرى التي تنتظر بها عادة، فدرت مع محيط الميدان ووقفت عند جدار القسم. وما أحنقني إلا أن تقف في احتشامها المألوف هادئة ساكنة كأنني لا أشتعل من أجلها نارا .. واستبعدت أن تقابل أحدا في هذه الزحمة، فتطلعت إلى رؤية الترام الذي تصعد إليه، وتتابعت المركبات بأرقامها المختلفة حتى جاء ترام الروضة فسارعت إليه واستكنت في مقصورة السيدات. وتولتني الدهشة، أيكون الأمر في حينا؟! وهرعت إلى تاكسي وتبعت الترام. وجعل قلبي يدق في عنف، وتشتد ضرباته كلما مررنا بمحطة .. ثم دخلنا شارع قصر العيني، وقطعنا محطة وثانية وثالثة ورابعة حتى بلغنا محطة بيتنا، فما راعني إلا أن أراها تغادر الترام. ونظرت من نافذة التاكسي الخلفية فرأيتها تعبر الطريق وتدخل باب عمارتنا! وتوسدت مسند المقعد وأغمضت عيني في إعياء وذهول. ماذا وراء هذا كله؟ هل فقدت عقلي؟ أما من نهاية لهذا العذاب؟ وعدت إلى البيت فوجدتها لم تكد تفرغ من ارتداء الروب بعد أن خلعت ملابسها، وبادرتها قائلا في دهشة: حسبتك في زيارة زميلتك!
فافتر ثغرها عن ابتسامة وقالت: لم يكن بها إلا وعكة خفيفة وقد عادت اليوم إلى عملها دون أن تجشم أحدا مشقة عيادتها.
ترى هل تنتهي وساوسي جميعا إلى قبضة من الريح؟ ولا أتمنى على الله من شيء إلا أن أسكن إليها في طمأنينة وسلام. وقالت لي وأنا أبدل ثيابي: دعتني خالتي بالتليفون إلى زيارتها مساء اليوم، وكلفتني أن أنوب عنها في دعوتك.
فقلت لها وأنا لا أدري ماذا أقول: إن شاء الله.
وأدركت في اللحظة التالية أنني تسرعت بإجابتي تلك؛ إذ ذكرت الموعد عند جسر العباسية. ولكن هل أروم حقا أن أذهب إليه؟! إني الآن بعيد عن النافذة والشرفة وتأثيرهما، أفلا أزال أفكر في المرأة تفكيرا جديا؟ .. أي شيطان يغرر بي؟! إن قلبي لحبيبتي دون سواها، فما بال نداء المرأة الغريبة قهارا لا يقاوم؟! وتفكرت طويلا وما أزداد إلا استسلاما للنداء الشيطاني، حتى لم يعد يحول بيني وبينه إلا ما أخذت به نفسي من ملازمة زوجي مساء. ولكن أكانت تدعوني إلى زيارة خالتها لو كانت تضمر سوءا؟! وعاودت التفكير في جهد لأنه ليس أشق علي من الاختيار بين أمرين. وترددت طويلا قبل أن أقول: أوه لقد نسيت .. إني مرتبط بموعد هام!
Halaman tidak diketahui