44

هكذا قال له صوت من داخل نفسه.

فتظاهر يوري بأنه لم يسمعه وحاول أن يفكر في أمر آخر، ولكن ذهنه كان يكر راجعا إلى هذه الفكرة بلا انقطاع. فعذبه هذا حتى لقد أبكاه بكاء مرا.

هوامش

الفصل الخامس

لما تلقت ليدا بتروفنا دعوة لياليا أطلعت أخاها عليها وكانت تتوقع منه أن يرفضها. بل كانت ترجو ذلك لأنها تعلم أنها هناك على النهر ستكون قريبة من سارودين فيعاودها ذلك الإحساس الجامع بين اللذة والقلق، وأخجلها في الوقت نفسه أن يعلم أخوها أنها تحب - دون خلق الله - سارودين الذي يحتقره سانين من أعماق قلبه.

ولكن سانين قبل الدعوة مسرورا.

وكان اليوم بديعا وضيئا، لا تضمر شمسه السحب، فلم يسع ليدا إلا أن تقول: «لا شك أنه سيكون هناك بضع فتيات حسان قد يعنيك أن تعرفهن؟» - «آه. هذا حسن. والجو كذلك رائق. فلنذهب.»

ولما جاء موعد الذهاب حضر سارودين وتاناروف في مركبة كبيرة من مركبات فرقتهما، يجرها جوادان ضخمان من جيادها.

وكان سارودين في ثياب بيضاء معطرة فقال: «ليدا بتروفنا، إننا في انتظارك.»

وكانت ليدا في ثوب رقيق شفاف من المخمل الوردي، مشدود على خاصرتها فانحدرت إليهما ومدت إلى سارودين كلتا يديها فأمسك بهما لحظة وعينه جائلة في جسمها مفتونة به.

Halaman tidak diketahui