وقال سانين: «حسن، سأكون عونك في متاعبك وظهيرك وساعدك في معاركك، والآن لما كنت فتانة الجمال فهاتي قبلة.»
فابتسمت ليدا ابتسامة عرائس الغاب ولف سانين ذراعيه حول خصرها وضمها، فاهتز جسمها الحار اللين للمسته وهمرها وعانقها عناقا حارا وشاع في نفسها السرور وحنت إلى الحياة الرحيبة القوية، ولم تك تكترث لما تصنع فطوقت عنق أخيها بكلتا ذراعيها في بطء وزمت شفتيها لتتلقى قبلته وعيناها مفتوحتان كمغمضتين.
وأحست سعادة لا تدانيها سعادة بين ذراعي سانين ونسيت في هذه اللحظة من يقبلها أهو أخوها أو أجنبي منها، مثل الزهر تدفئها الشمس ولا تسأل من أين كل هذه الحرارة.
ثم قالت مغتبطة: «ماذا جرى آه! نعم! لقد أردت أن أغرق نفسي ... ما أحمقني ولماذا؟ أوه، إن هذا جميل! هات أخرى وأخرى والآن سأقبلك أنا؛ ما أحلى هذا! ولن أكترث لما يحدث ما دمت أحيا.»
فقال سانين وأطلقها: «هذا أنت فانظري إن كل شيء حسن في الدنيا حسن، ولا ينبغي لنا أن نحيله قبيحا ونمسخه.»
فابتسمت ليدا ابتسامة المفكر ورتبت شعرها وسوته وناولها سانين المظلة والقفاز فأدهشها في أول الأمر أن قفازها الثاني لا وجود له، ولكنها لم تلبث أن ذكرت السبب وأضحكها اهتمامها العظيم بذلك الحادث لما وقع وقالت: «حسن حسن، لقد مضى هذا وانقضى.»
وسارت مع أخيها على شاطئ النهر وأرسلت الشمس أشعتها القوية على صدرها الناضج المكتنز.
الفصل التاسع عشر
لما فتح نوفيكوف الباب بيده لسانين لم تكن لمحته تدل على الارتياح إلى هذه الزيارة لأن كل ما يذكره ليدا وحلمه المنتسخ كان يحرك آلامه.
ولاحظ سانين هذا ودخل الغرفة يبتسم، وكان كل ما فيها مبعثر على غير نظام كأنما ثارت به زوبعة، وكانت الأرض مغطاة بالأوراق والقش وغير ذلك، والسرير والكراسي عليها الكتب والثياب وأدوات الجراحة وحقيبة.
Halaman tidak diketahui