وكان المرء يستطيع أن يسمع في الظلام وراء دائرة النور ضحكا وأصوات بنات نأى بهن الحياء عن المجلس.
وكان سانين جالسا على بضعة أقدام من النار في مكان غير الذي توهمه يوري.
فأوقد سانين عود كبريت ورأى يوري في ضوئه الأحمر عينيه الساكنتين الودودتين وإلى جانبه وجه غض عيناه الرقيقتان مرفوعتان إلى سانين وفيهما نور الجذل الساذج.
فنظر ريازانتزيف إلى كوسما وقال: «أيها الجد أليس خيرا لك أن ترقب بعينيك حفيدتك؟»
فأجاب كوسما عنه وأومأ إيماءة من لا يكترث: «ما الفائدة؟ إن الشباب هو الشباب.» وضحك الشيخ والتقط بأصابعه جمرة متقدة من النار.
وسمع القوم ضحكة سانين في الظلام. وكأن الفتيات خجلن فقد انصرفن عنه وعادت أصواتهن وهي لا تكاد تسمع.
وقال ريازانتزيف وهو ينهض: «لقد آن أن نذهب أشكرك يا كوسما.»
فقال كوسما: «لا شكر البتة.» ومسح بكمه بذور البطيخ التي علقت بلحيته البيضاء. وصافحهما وأحس يوري استكراها لمس هذه الراحة الخشنة المعروقة.
وخفت الظلمة لما نأيا عن النار ورأيا فوقهما النجوم الزهراء المقرورة وقبة السماء الهائلة الجليلة الجمال.
وبدا الجالسون حول النار والخيل وكوم البطيخ في شملة من الظلام وقال لهما سانين: «افتحا عيونكما. عما مساء.»
Halaman tidak diketahui