Kotak yang Tidak Muat untuk Mimpi: Koleksi Cerita
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
Genre-genre
تدق ساعتها وتعلمها بانتصاف الليل، فتتذكر هاتفها. يجرها عكازها لمكانه، فتعيد النظر إليه، فترجع خائبة.
تنتظر وتنتظر، وتمني نفسها: ربما الساعة غير مضبوطة، أو لعل الخطوط مشغولة لضغط الاتصالات، تنتظر فيما يزحف خوفها كالسوس ينخر جسدها كآلة صدئة. تنتظر وتنتظر، ربما تأتيها «ذات الرداء الوردي» بكعكها المحبب.
يرن الهاتف الأرضي، يظل صراخه صاخبا، والجسد على مقعده منتظرا، وفي يديها تهمد سماعات أذنيها، بينما يطل ثعلبها المكار مستعدا لانتفاضته.
نصب تذكاري
كنت الشاهدة الأولى، نطفة في رحم الكون. عشت مخاضا طبيعيا طويلا، دوامات متتالية من الانشقاقات والالتحامات، فراقا ثم لقاء يغريني بديمومته، حتى يفاجئني انفصال يبدو لي حتميا هو أيضا. ترتطم بك تساؤلات عدة: هل كنت ذرة من جبل، أم قطرة من أول أمطار عرفها الكون وارتوى بها؟
أحاول أن أشحذ ذاكرتي البعيدة؛ حينما كان الجميع عطشى، وشهدت بداية الارتواء، نقطة تلو أخرى، زخات متتالية، حتى تكون الطوفان الأكبر.
تمر اللحظات كألف سنة مما تعدون؛ حيث الكون ينكشف رويدا رويدا، يفرك عينيه الناعستين، لأكتشف أنا آخرين يشبهونني، ولا يكتفون. وبحركة إعجازية، تجمعنا، ولم يكن الأمر أكثر من مجرد كن فيكون.
حل الاستقرار أخيرا، فلم يعد للزمن قيمة، غرور يأخذني لمساحات متتالية من الأبيض. إحساس بالتفرد المحسود، ولكنه يلبسك شعورا غير منطوق بالوحدة؛ حيث تطاولك كل المواسم، ويصبح هدير الأمواج رفيقا مخلصا.
لا حدود، حتى يأتيني الزائر الأول، كالعروس البكر، أبتسم خجلا، فيفض بكارتي بمراسم بدائية، فأحمل أول الأسماء، عشقا وولها، وأعاهده وفاء، ولكن يأتيني آخرون فلا تحفظ حرمتي، ويكثر الآثمون.
زيارات متتابعة تنطق بالضحكات والابتسامات البلهاء واختراق للوحدة يبدو، للوهلة الأولى، محببا، ثم ما يلبث أن يظهر وجهه الشرير، حينما يطول التدخل، وتنتهك الخصوصية بتشويه متعمد للروح تحت مسميات زائفة للعشق.
Halaman tidak diketahui