53

كان المسدود (1) المغني هجاه ببيتين كانا معه في رقعة ، وفي رقعة أخرى حاجة له يريد أن يرفعها إليه ، فناوله رقعة الشعر وهو يرى أنها رقعة الحاجة ، فقرأها الواثق فإذا فيها :

من المسدود في الأنف

إلى المسدود في العين

وكان في عين الواثق نقطة بيضاء ، فلما قرأ الرقعة قال للمسدود :

(غلطت بين الرقعتين فاحذر أن يقع مثل هذا عليك) (2) وما زاد على هذا القول شيئا ولا تغير له عما كان عليه.

وفي بعض الخطب : ابسطوا أعنة حلمكم واطلقوها ، واحبسوا نوازي (3) غضبكم وأوثقوها ، واحسنوا معاشرة من يجاملكم ويواصلكم ، واتركوا معاشرة من يداخلكم ويغايلكم ، ولا تمروا في الغيظ على غلوائكم ، ولا تظهروا على أحد صولة جوركم واعتدائكم ، واثبتوا على الكظم إن وجدتم قدما ، واقصدوا في المشئ إن كان طريقكم أمما ، وتجافوا عن ذنوب الأصدقاء ، وتصامموا عن الكلمة العوراء ومما أنشد في هذا المعنى

وعوراء جاءت من أخ فرددتها

بسالمة العينين طالبة عذرا

وما أحسن هذا الوصف (5):

Halaman 65