173

قلت : ولي قريب من هذا المعنى من قصيدة امتدحت بها الوالد :

لقد كنت أبكي قبل أن أعرف النوى

مخافة بين والخطوب هجود

وفي يوم الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الأول استدعانا مولانا السلطان خلد الله ملكه ، وأجرى في بحار النصر فلكه ، للمثول بحضرته الشريفة ، والرقي إلى سدته المنيفة (فاكتحلنا بتلك الغرة الزهراء ، واستضأنا بتلك الزهرة الغراء) (1) ورأينا من ذلك الأفق المنير ، والتاج والسرير نعيما وملكا كبيرا ، وخيرا وخيرا ، وفضلا كثيرا.

رأيت امرءا ملء عين الزمان

يعلو سحابا ويرسو ثبيرا (2)

وهذا مكان درر من قصيدة الوالد التي أحكم نظامها ، وأودعها من صفات هذا الملك الأعظم ما يزين به انتظامها حيث يقول (3):

(بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد (4)

Halaman 185