قلت : ولي قريب من هذا المعنى من قصيدة امتدحت بها الوالد :
لقد كنت أبكي قبل أن أعرف النوى
مخافة بين والخطوب هجود
وفي يوم الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الأول استدعانا مولانا السلطان خلد الله ملكه ، وأجرى في بحار النصر فلكه ، للمثول بحضرته الشريفة ، والرقي إلى سدته المنيفة (فاكتحلنا بتلك الغرة الزهراء ، واستضأنا بتلك الزهرة الغراء) (1) ورأينا من ذلك الأفق المنير ، والتاج والسرير نعيما وملكا كبيرا ، وخيرا وخيرا ، وفضلا كثيرا.
رأيت امرءا ملء عين الزمان
يعلو سحابا ويرسو ثبيرا (2)
وهذا مكان درر من قصيدة الوالد التي أحكم نظامها ، وأودعها من صفات هذا الملك الأعظم ما يزين به انتظامها حيث يقول (3):
(بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد (4)
Halaman 185