وجاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )(1)، والمضيع لصلاته ، الذي يسابق الإمام فيها ، ويركع ويسجد معه ، أو لا يتم ركوعه ولا سجوده ، إذا صلى وحده : فقد أتى منكرا ، لأنه سارق ، وقد جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( شر الناس سرقة : الذي يسرق من صلاته ، قالوا : يا رسول الله ، وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها )(2)، فسارق الصلاة : قد وجب الإنكار عليه ممن رآه ، والنصيحة له ، أرأيت : لو أن سارقا سرق درهما ، ألم يكن ذلك منكرا يجب الإنكار عليه ممن رآه ؟ فسارق الصلاة : أعظم سرقة من سارق الدرهم .
وجاء الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( من رأى من يسيء في صلاته فلم ينهه : شاركه في وزرها وعارها )، وجاء الحديث عن بلال بن سعد أنه قال : ( الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ، فإذا ظهرت فلم تغير : ضرت العامة )(3)، وإنما تضر العامة : لتركهم ما يجب عليهم من الإنكار والتغيير على الذي ظهرت منه الخطيئة .
Halaman 120