168

Sakab Adab

سكب الأدب على لامية العرب

Genre-genre

وفي الكلام استعارة تبعية (6)، وهي تجري في المشتقات تبعا لجريانها في المصادر، كقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم ... } (1)،حيث استعيرت العزة للذلة على طريق الاستهزاء والسخرية، واشتق من الأول العزيز، ومن الثاني الذليل، واستعير الأول للثاني استعارة مصرحة، وسبب جعلها تبعية في المشتقات، لكونها مشتملة على النسبة، وهي غير مستقلة، وما اشتمل على غير المستقل، غير مستقل.

وقال السيد (2) - قدس الله سره:- ((فإن قلت: هل تجري في نسب الأفعال تبعا على قياس الحروف، قلت: لا، لأن مطلق النسبة لم تشتهر بمعنى يصح لأن يجعل وجه الشبه في الاستعارة بخلاف متعلقات الحروف فإن لها أنواع مخصوصة لها أحوال مشهورة، واعلم أن التعبير عن الماضي بالمضارع وعكسه من باب الاستعارة بأن يشبه غير الحاصل في تحقق الوقوع به، ويشبه الماضي بالحاضر في كونه نصب العين واجب المشاهدة، ثم يستعار لفظ أحدها للآخر، فعلى هذا تكون الاستعارة في الفعل على قسمين: أحدهما أنه يشبه الضرب الشديد مثلا: بالقتل، ويستعار له اسمه ثم يشتق منه قتل بمعنى ضرب ضربا شديدا، والثاني أن يشبه في المستقبل بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع فيستعمل فيه ضرب، فيكون المعنى المصدري اعني: الضرب موجودا في كل واحد من المشبه والمشبه به [84و] لكنه قيد في كل واحد منها بقيد مغاير قيد الآخر؛ فصح التشبيه لذلك انتهى كلامه (3).

Halaman 256