Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
خاطبتني إحدى رفيقاتي في الغرفة، فتحركت فزعة. كان اسمها ترانه؛ فتاة نحيلة في العشرين من عمرها، عيناها عسليتان واسعتان، وشعرها أصفر قصير، وتجلس في أحد جوانب الغرفة معظم الوقت تقرأ القرآن، وفي كل مرة تقف فيها للصلاة تغطي وجهها بالشادور، وعندما تخلعه نجد عينيها حمراوين منتفختين، لكن الابتسامة لم تكن تفارقها.
قالت لي: «تجلسين كالتمثال منذ وقت طويل حتى دون أن يطرف لك جفن.» - «كنت أفكر.» - «فيم؟» - «في أحد الأصدقاء.»
سألتها لم ألقي القبض عليها، فأجابتني: «قصة طويلة.» - «حسنا، يبدو أن لدينا الكثير من الوقت.» - «ليس لدي وقت.»
ملأني شعور بالرهبة، كانت سارة قد أخبرتني أن فتاتين من غرفتنا محكوم عليهما بالإعدام، لكن ترانه لم تكن إحداهما. - «لكن سارة أخبرتني ...»
همست: «لا أحد يعلم ذلك.» - «ولماذا لم تخبري أحدا؟» - «وما الفائدة؟ حينها سيقلق الآخرون عليك ويشعرون بالأسى تجاهك، وأنا أكره ذلك. أرجوك لا تخبري أحدا.» - «ولماذا أخبرتني؟» - «صدر بحقك حكم بالإعدام أنت أيضا، أليس كذلك؟»
انقبض قلبي. لم أستطع أن أكذب عليها، فاستجمعت شجاعتي وأخبرتها عن ليلة الإعدام وكيف أنقذني علي في اللحظة الأخيرة، فسألتني عن السبب الذي دفعه لإنقاذي، فأخبرتها أني لا أدري. حينها صارحتني أخيرا بما تود الاستفسار عنه. - «هل لمسك من قبل؟» - «كلا، ماذا تقصدين؟» - «تعرفين ماذا أقصد؛ فمن المفترض ألا يمس رجل امرأة ما لم يكونا متزوجين.» - «كلا!» - «غريب!» - «ما الغريب في ذلك؟» - «سمعت كلاما.» - «أي كلام؟» - «أخبرتني فتاتان أنهما تعرضتا للاغتصاب، وتلقتا تهديدا بالإعدام إذا ما أخبرتا أحدا.»
كانت فكرتي عما يعنيه الاغتصاب مبهمة. كنت أعلم أنه فعل مروع يرتكبه الرجل بحق إحدى النساء؛ شيء لا يجب أن يتحدث عنه الناس. ومع أنني كنت أرغب في معرفة المزيد، فلم أجرؤ على السؤال.
سألت ترانه: «وماذا عما سبق ليلة الإعدام؟ لم يلمسك أحد حينها؟» - «كلا!»
اعتذرت مني على إزعاجي. حاولت ألا أبكي، وأخبرتها كم هو مؤلم أن أحيا في الوقت الذي لاقى فيه الآخرون حتفهم، فقالت إن موتي لم يكن ليغير مصيرهم في شيء. - «كيف عرفت عن حكم الإعدام الذي صدر بحقي؟» - «عندما جئت إلى هنا، كان اسمك مكتوبا على جبهتك.»
لم أفهم شيئا.
Halaman tidak diketahui