Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
هززت رأسي نفيا. لم يكن لدي أدنى فكرة عما تتحدث عنه. - «أنا سعيدة لأنك تسمعين هذا الكلام مني، فأنا أعلم الكثير عن الثورات. والآن اسمعيني جيدا. هناك شيء مفزع يحدث في هذا البلد؛ يمكنني أن أستشعره، فهو يفوح برائحة الدم والكوارث. هناك احتجاجات ومظاهرات ضد الشاه منذ فترة. منذ سنوات وآية الله الذي لا أذكر اسمه هذا يعارض الحكومة، وأؤكد لك أنه لا ينوي خيرا، فسوف يرحل نظام دكتاتوري كي يحل محله نظام دكتاتوري آخر أسوأ مثلما حدث في روسيا مع اختلاف الأسماء، بل إن الأمر سيكون أكثر خطورة، لأن تلك الثورة تتخذ من الدين قناعا تختبئ خلفه. المثقفون يتبعون آية الله هذا، بل إن ماري وزوجها معجبان به. إنه في المنفى الآن، ولكن ذلك لم يثنه عن عزمه. عليك أن تبتعدي عنه. إنه يقول إن الشاه فاحش الثراء، لكن الشاه هو الشاه؛ هو ليس مثاليا، ولكن من منا هكذا؟ يقول آية الله أيضا إن هناك الكثير من الفقراء في إيران، لكن الفقراء موجودون في كل مكان. لا تنسي ما حدث في روسيا، فقد قتلوا القيصر، ولكن هل تظنين أنهم أصبحوا أفضل حالا الآن؟ هل تعتقدين أن أهل روسيا أصبحوا جميعا أحرارا أغنياء سعداء؟ الشيوعية ليست حلا للمشاكل الاجتماعية، ولا الدين أيضا. هل تفهمين؟»
أومأت وأنا أشعر بالصدمة، ثم عادت خالتي تكتب في مفكرتها مرة أخرى. •••
في وقت لاحق من هذا الصباح عندما شرعت أنا وأراش في نزهتنا سيرا على الأقدام، نادانا أرام من الشرفة وسألنا إلى أين نذهب.
سأله أراش: «لماذا تريد أن تعرف؟»
أجاب أرام أنه يشعر بالملل ويرغب في أن يرافقنا، فطلب منه أراش أن يخلد إلى النوم، لكن أرام أصر على المجيء، فاستسلمنا في نهاية الأمر. وبينما كنا نسير نحو الشاطئ سأل أرام عما أفعله أنا وأراش طوال اليوم كل يوم، وهو ما أغضب أراش وأسفر عن مشادة بينهما جعلتني أستغرق في الضحك.
وعلى الشاطئ جاء أرام ليسبح معي، لكن أراش لم يكن يحب البحر، بل دائما كان يقرأ بينما أسبح . أخذت أراقبه وأنا في البحر، فوجدت أنه غير منتبه للكتاب الذي يقرؤه، ولكنه يراقبني أنا وأرام.
ظل أراش هادئا طوال اليوم، وفي المساء ذهبنا لغرفته، وأنصت إليه وهو يعزف على الناي. أغلقت عيني، لكنه توقف فجأة في منتصف مقطوعته المفضلة، ففتحت عيني ونظرت إليه في دهشة.
سألته: «ما الأمر؟» - «لا شيء.»
أطرق برأسه متفاديا النظر إلي. - «أراش، أخبرني ما الأمر.»
جلس بجواري على الفراش وسألني: «هل تحبينني حقا؟» - «نعم أحبك. أخبرني ماذا هناك.» - «بدوت سعيدة للغاية مع شقيقي اليوم. كنت تستمتعين بوقتك، فخطر لي أنه ربما ... لا أدري ...» - «خطر لك أني معجبة به.» - «هل هذا صحيح؟» - «من المفترض أنك تعرفني جيدا الآن. إنه مرح، لكنه ليس النوع الذي يروق لي.» - «ماذا تقصدين بالنوع الذي يروق لك؟» - أنت من تعجبني وليس هو. أنا لا أحب شقيقك، بل أحبك أنت.» - «آسف. لا أدري ماذا دهاني. طالما كان أرام يتمتع بشعبية كبيرة، وكل الفتيات يحببنه، ولا أريد أن أفقدك.» - «لن يحدث هذا.»
Halaman tidak diketahui