Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
تسلقنا الصخرة ورفعنا أيدينا نحو السماء، ورددت جزءا من المزمور الثالث والعشرين من مزامير داود: «الرب راعي فلا يعوزني شيء . في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني. يرد نفسي. يهديني إلى سبل البر من أجل اسمه. أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني.»
قال عندما انتهيت: «جميل! ما هذا؟»
أوضحت له أن مزامير داود جزء من الإنجيل. لم يكن قد سمع عنها من قبل، فأخبرته أن جدتي كانت تقرؤها لي، وبأن ذلك المزمور هو المفضل لدي.
جلسنا على الصخرة وأمعن أراش النظر إلى الأمام، ثم سألني: «هل تساءلت من قبل عما يحدث لنا بعد الموت؟»
أجبت بالإيجاب، فأخبرني بأن الموت لغز لا يمكن حله، فهو المكان الوحيد الذي لو زرناه لن نتمكن من رواية ما جرى لنا فيه، ولا أحد يمكنه الفرار منه.
قلت: «أكره موت من نحب، فألم فراقهم لا ينقطع.» - «الواقع أني لم أفقد أحدا من قبل، فقد توفي جدي وأنا صغير، ولا أذكر أي شيء عن ذلك.» - «لكني أتذكر وفاة جدتي.»
رأيت الدموع تترقرق في عينيه، ومرة أخرى راودتني الرغبة في أن أمس وجهه وأتحسس خطوطه بأصابعي، بل راودتني الرغبة في تقبيله. غمرني هذا الشعور، فنهضت واقفة، ووقف هو الآخر، وللحظة تلاقت شفاهنا، ثم تباعدنا كأن صاعقة برق ضربتنا. - «أنا آسف.» - «علام؟» - «من المخالف للشريعة أن يمس رجل امرأة هكذا ما لم يكونا متزوجين.» - «لا مشكلة.» - «كلا، هناك مشكلة. أريدك أن تعلمي أنني أخاف عليك وأحترمك، ولم يكن علي فعل ذلك، ثم إنك أصغر مني كثيرا، وعلينا أن ننتظر.» - «هل تقصد أنك تحبني؟» - «نعم أنا أحبك.»
لم أفهم تحديدا سبب شعوره بالذنب بسبب تلك القبلة، لكني أدركت أن للأمر علاقة بمعتقداته الدينية. كنت قد رأيت في ذلك الصيف بعض الشباب والفتيات يتبادلون القبلات في أماكن هادئة، وطالما تساءلت عما يشعرون به. لو كان الأمر بيدي لقبلته مرة أخرى، ولكنني لم أرد أن أرتكب خطأ أو أن أغضبه. كان هو الأكبر سنا والأكثر خبرة، وكنت أثق به. •••
قضيت تلك الليلة أنا وأمي في منزل خالتي زينيا. استيقظت في السادسة صباحا وتسللت على أطراف أصابعي إلى المطبخ كي أعد لنفسي كوبا من الشاي. حملت الكوب في يدي وتوجهت إلى غرفة المعيشة، لكني فوجئت بوجود خالتي زينيا تجلس على مائدة الطعام وقد اختفت خلف كومة من الأوراق. تقدمت قليلا نحوها. كانت ترتدي ثياب نوم وردية قطنية مطرزة تناسب فتاة صغيرة وليس امرأة كبيرة في الستينيات من عمرها، وكانت منشغلة بالكتابة في مفكرتها الصغيرة. ترددت في إلقاء تحية الصباح عليها، إذ بدت مستغرقة تماما فيما تفعله.
سألتني بصوت مرتفع حتى كدت أسقط الشاي: «لماذا استيقظت مبكرا هكذا يا مارينا؟ أهو الحب؟»
Halaman tidak diketahui