Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
في يوم الحفل استيقظت مبكرا عن المعتاد، وقضيت ساعات في دورة المياه أجرب ارتداء كل ثياب السباحة التي أملكها، وكل مرة كنت أحدق في صورتي في المرآة منزعجة من العيوب التي أراها، فذراعاي نحيفتان، وفخذاي ممتلئتان، وصدري مستو للغاية. وأخيرا قررت أن أرتدي ثوب السباحة الأبيض ذي القطعتين الذي أهدته لي ماري. كانت ماري قد ذهبت في رحلة إلى أوروبا واشترت لنفسها مجموعة من أثواب السباحة الجديدة، وأعطتني مجموعتها القديمة. لففت حذائي الأبيض في كيس بلاستيكي، ووضعت كل شيء في حقيبة بحر مصنوعة من الخيش. كانت الساعة العاشرة صباحا، ونحن نذهب إلى منزل ماري نحو الساعة العاشرة والنصف في أغلب الأيام. لم تكن أمي تجيد القيادة، ودائما كنا نستقل سيارة أجرة عندما لا يكون أبي موجودا. كان بوسعي أن أسمع صوت أمي وهي تعبث بالأشياء في المطبخ، وهو أمر غريب، فهي لم تكن تدخل المطبخ في هذا الوقت من اليوم.
قلت لها وأنا أقف عند باب المطبخ وأحمل حقيبة البحر في يدي: «أمي، أنا جاهزة.»
كان الجو يعبق برائحة السمك، وأمي تغسل لوح تقطيع كبير، ونظرت لي بطرف عينها. - «جاهزة لأي شيء؟ لن نذهب لأي مكان اليوم.»
كانت طاولات المطبخ مغطاة بأوعية وقدور ومقال مختلفة الأحجام. - «ولكن ...» - «من دون اعتراضات! خالك إسماعيل وزوجته قادمان من طهران لزيارة ماري، وخالتك زينيا هنا أيضا. وسوف يأتون جميعا لتناول الغداء والعشاء ولعب الورق معنا اليوم، وربما يبيتون معنا الليلة. - «لكني مدعوة إلى حفل عيد ميلاد اليوم!» - «حسنا، لا يمكنك الذهاب.» - «ولكن ...»
استدارت كي تواجهني، وشعرت بغضبها يملأ المكان. - «ألا تفهمين معنى كلمة «لا»؟»
استدرت، وذهبت إلى غرفتي، واستلقيت على فراشي. كان بإمكاني أن أستقل سيارة أجرة بمفردي، فقد كنت أملك النقود اللازمة، لكن أمي لم تكن لتسمح بذلك. ربما كان بوسعي أن أتسلل من المنزل، لكن سيتعين علي أن أعود قبل حلول الظلام، وأنا ممنوعة من التأخر خارج المنزل ما لم تكن أمي على علم بالمكان الذي أكون فيه. سمعت صوت سيارة تتوقف أمام منزلنا وإطاراتها تصدر صريرا على الرمال المبتلة. نظرت من النافذة فرأيت مرتضى سائق خالتي زينيا - وهو رجل مهذب في أواخر العشرينيات من العمر - يفتح الباب الخلفي لسيارتها الشيفروليه الجديدة. أسرعت أمي إلى الباب الأمامي، وهبطت الدرج، وعانقت شقيقتها. فتح مرتضى صندوق السيارة وأخرج حقيبة صغيرة، ثم توجهوا جميعا إلى المنزل. ظللت بجوار النافذة وقلبي يخفق من شدة الإحباط.
سمعت خالتي زينيا تقول لأمي بصوتها الحاد الآمر: «عزيزتي، أحضري لي كوبا من الماء البارد. ذهبت ماري مع إسماعيل وكامي إلى المدينة، وسيأتون بعد قليل. أين مارينا؟ لقد أحضرت لها مفاجأة.» - «إنها هنا. لا بد أنها عابسة في غرفتها.»
انفتح باب غرفتي فجأة. - «ما الأمر يا مارينا؟ ألن ترحبي بخالتك؟»
تقدمت نحوها، وعانقتها وقبلتها، ومع أن بشرتها كانت رطبة مبللة بالعرق، فإنها كانت تفوح بعطر «شانيل رقم 5». عانقتني عناقا حارا، ووجدت نفسي أغرق في أحضانها. وعندما أطلقت سراحي أخيرا، أخرجت سوارا جميلا من حقيبتها ألبستني إياه. كانت دوما تهديني هدايا جميلة. مسحت عيني بظهر يدي. - «كنت تبكين؟ لماذا؟» - «أنا مدعوة إلى حفل الليلة، ولا أستطيع الذهاب.»
ضحكت وقالت: «ولم لا تستطيعين الذهاب؟» - «الأمر ...» - «لأني هنا؟»
Halaman tidak diketahui