Tahanan Tehran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genre-genre
عندما عاد علي من الجبهة أخبرني أنني إن لم أتزوجه فسوف يلقي القبض على والدي وأندريه. صحيح أني صدقته حينها، أما الآن فتنتابني موجة من الشك. ماذا لو كان ذلك تهديدا فقط؟ كان بإمكاني عندئذ أن أرفض عرضه دون أن أعرض حياة أي شخص للخطر. ماذا لو رفضت؟
الآن وأنا أرقد آمنة في فراشي، من السهل أن أتحلى بالشجاعة. •••
في اليوم التالي بحثت عن كتبي، ومعظمها هدايا من ألبرت صاحب المكتبة العجوز، في كل مكان بالمنزل، وعن الصندوق الذهبي الذي يضم سيرة جدتي، لكنني لم أعثر على شيء، فذهبت إلى أمي وهي تجلس في غرفة المعيشة تدخن سيجارة. - «أمي، أين كتبي؟»
هزت رأسها ونظرت لي كأنها سمعت أكثر الأسئلة تفاهة على الإطلاق. - «أي كتب؟ يبدو أنك لم تتعلمي الدرس بعد، أليس كذلك؟ لقد كانت كتبك خطرة كقنبلة زمنية. هل تدركين مقدار الفزع الذي شعرنا به عندما ألقي القبض عليك؟ لقد تخلصت من كل الكتب التي لم يصادرها الحرس. استغرق الأمر مني أياما، لكني تخلصت منها كلها.»
لم تستطع إحراقها، لأنها لم تكن تملك مدفأة أو ساحة بالمنزل، وهكذا أخذت تمزق صفحاتها صفحة صفحة وتغسلها في المغسلة حتى تتحول إلى عجين، ثم تخلط ذلك العجين بالقمامة شيئا فشيئا.
تهاويت على أحد المقاعد وأنا أفكر في كتبي الجميلة التي تحولت إلى عجين قبيح الشكل.
لقد غسلت الكتب؛ غرقت الكلمات المكتوبة، وأخرست إلى الأبد.
كان أكثر ما أفتقده «سجلات نارنيا» التي تحمل توقيع ألبرت.
سألت أمي: «كان هناك صندوق ذهبي صغير تحت فراشي، ماذا حل به؟» - «تقصدين كتابات جدتك؟ فكري قليلا يا مارينا، لو كان الحرس قد أتوا إلى منزلنا مرة أخرى ووجدوا أوراقا مكتوبة بالروسية، ماذا كانوا سيفعلون؟ كان الأمر سيستغرق منا أعواما كي نثبت أننا لسنا شيوعيين.»
لم أستطع أن ألقي باللوم على أمي، فقد كانت خائفة. كل هذا كان نتاج الثورة الإسلامية.
Halaman tidak diketahui